السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بما أن اسمي " زارع المحبة " فلن أملّ الحديث عن الحب والمحبة , ولكن حذار! الحب الذي أتحدث عنه ليس علاقة غير شرعية بين فتاة وفتى أجنبي عنها فتلك جريمة وليست حبا .
1ـ التراحم والتسامح بين الناس.
2ـ أن نرفض الكراهية والحقد وننبذ التقاطع والتدابر.
3ـ أن ننظر إلى الحياة بتفاؤل وأمل , وأن نتطلع إلى مستقبل أسعد .
الكثيرون ممن ينتسبون للتدين ـ وخاصة القدماء ـ يقولون إن حب النفس هو سبب كل بلاء وبداية كل شقاء , فإذا أحب الإنسان نفسه فقد هلك[1] . غير أن لي رأيا مختلفا بل مناقضا تماما لما قالوه ؛ فحب النفس ـ عندي ـ هو سبب كل فوز ونجاح وربح وفلاح في الدنيا والآخرة .
فالذي يحب نفسه فإنه يسعى لإسعادها وجلب الأفراح والمسرات لها .
الذي يحب نفسه لا يرضى لها بالذل والخزي والهوان.
الذي يحب نفسه لا يرضى لها دخول النار ولا يعرضها لغضب العزيز الجبار ؛ ولذلك تجده دائم الاستقامة , سوي السلوك , مهذب الخلق .
الذي يحب نفسه يريد لها أن تكون في أعلى المراتب وأرفع الدرجات , ولذلك تجده دائم النشاط والعمل , لا يعرف الكسل ولا الملل.
الذي يحب نفسه تجده دائم الاهتمام بها محافظ على نظافتها وصحتها وسلامتها من الأعطاب .
الذي يحب نفسه لا يعرضها للأضرار والأخطار, كالمسكرات والمخدرات والانتحار .
الذي يحب نفسه لا يُسلمها لأعداءه , وأعدى عدو للانسان هو الشيطـان .
أحبوا نفوسكم أولاً , ثم أحبوا الآخرين .
وإن من لم يستطع أن يحب نفسه فلن يستطيع أن يحب أحدا , ومن لم يحب أحدا من الآخرين فليس ـ إطلاقا ـ من المؤمنين .
سانتظر آراءكم وانتقاداتكم وتصويباتكم وأسعد بها كثيرا .
دمتم في رعاية الله وحفظه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[1] ـ لأنه حينها سينجر إلى العُجب والكبر والبطر ...