[شروق الاجزجي]

كانت تجدها في كل مكان ..فوق ظلال جفون سمراء ، في بسمة طفل برئ ، في قلب لا يحمل الا خيرا ينثره حبا في بساتين البشر ، كانت تجدها في كل مكان.. كانت تحملها في قلبها وتحلق بها كطير في سماء حياتها .

ومن فرط ما كانت تجدها منها كانت تتصدق بها عن من تعرف ومن لا تعرف ..كانت تحمل منها الكثير وزيادة ، تراها معها في حلاوة تبسمها حتى في احلك الظروف ، كنت تراها منها وتسمعها ايضا ، كانت تحمل وتنثر تنشر ويفيض .. ما اكرمها ! كانت تنشرها في ما حولها الى ان تفيق بها في اليوم التالي



وفي لمحة بصر يأتيك القدر ..قدر لربما يقسم حياتك شقين ليجعلك تقف امام نفسك تعادي وجهك الاخر في مرآة الحياة ، في لمحة بصر ياتيك سؤال اختياري لتجيبه في اقل من اللمحة وعليه يتحدد قبولك في مدرسة السعادة او الشقاء .. لمح بصر مدة كفيلة لتكون او تكون .



اصبحت اضحت امست .. وقد فقدتها ، بحثت عنها في مكان ولم تجدها .. نظرات تركض خلف نظرات لعلها تجدها او تلمحها ..افكا رتتصارع مع افكار علها تحل لغز اختفائها وتبتكر طريقا يوصلها اليها

اصبحت اضحت امست وامضت ليال وهي تبحث عنها

اصبحت اضحت امست افاقت وغدت وهي لا تزال تبحث عنها

مل مللها من البحث ولم تيأس .. صبرت حتى مل صبرها من صبرها ولم تيأس

كانت تشبه الغريق تنزل الى عمق البحر لتكون ممن حق عليها الترحم ثم تطفو الى السطح وتعلو براسها حتى تكون هي ممن يترحم ..

تمشي وفي يدها ممحاة ..تمحو ما ورائها من اثار ..احداث ..افكار ..ولكن هيهات ..هيهات ان تمحو الممحاة نفسها ، فالممحاة نفسها من اثر ما تمحو .

اصبحت اضحت امست مضت وغدت وافاقت فصارت كما قالت ..اصبحت انا السجان والضحية والجاني فشتت ..والعجب في انها في النهاية ....لا تزال تبحث عنها





من يوميات " تائه في ميدان "