[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



بعض الناس يتشددون مع الآخرين , فيحرِّمون عليهم حتى ما ليس بحرام , أما مع أنفسهم فيتساهلون ويُبيحون لها مالا يبيحونه لغيرهم , ويُعفونها مما يوجبونه على غيرهم .
فاستمع لما يوحى :



حلت بالبلدة المجاورة أزمة فضيعة , فاضطر أهلها إلى أن يلجؤوا إلى هذه القرية طلبا للمأكل والملبس وباقي الضرورات والاحتياجات .
فقام إمام الحي خطيبا في المسجد يوم الجمعة يدعو الناس إلى الصدقة والإحسان , ويبين أن مساعدة هؤلاء الوافدين وإطعامهم واجب في مثل هذه الظروف .
سمعتْ زوجة هذا الإمام الخطبة من منزلها القريب من المسجد , فتأثرت وقررت تحضير قصعة طعام , استجابة لهذه الدعوة .
ولما عاد الزوج وجد القصعة مهيأة ؛ فسأل ما هذا ؟ ولمن هذا ؟
فقالت الزوجة سمعتك تتحدث عن الصدقة والتصدق وأن ذلك واجب فأردتُ أن نُحسن مع المحسنين .
فقال لها : " عليهم لا علينا "
أي أن الخطاب موجه إليهم , والوجوب عليهم هم (أي أهل المسجد) لا علينا نحن .
فصارت مثلا .
فكل من ألزم غيره بأمر وتهرب هو منه يقال له : " عليهم لا علينا "[1]

وهذا مع الأسف منهج كثير من الناس .
فجارنا (وهو قريبي أيضا) لا يتحدث في دروسه إلا عن تحريم مشاهدة التلفازوأنه فسوق ودياثة وفساد ... وكل أنواع البلايا .
ولكنه لا يسهر إلا أمام الشاشة !
يتحدث عن تحريم الغناء وأن الإمام مالكا قال: ... وابن القيم قال: ...
ولكن الغناء في بيته 24/24 ساعة !

فاحذر أن تكون منهم ؛ فإذا منعت شيئأ فامنعه عن نفسك أولاً , وإذا أوجبت شيئا فأوجبه عنها أولا .



دمتم في رعاية الله وحفظه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أمضاء : الزارع (كركور)

[1]) راجع ـ إن شئت ـ موضوعي السابق ( تصحيح آية )