السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل أيام دعت الجورية لعمل ثورة , ولأن قضيتها عادلة قررتُ المشاركة معها ولو بكلمة , وهذا أضعف الإيمان .
في قريتنا ـ كما في الكثير من القرى غيرها ـ يفضلون الإبن على البنت , يحبونه أكثر منها , ويرونه أعظم قدرا وأكثر فضلا[1] , ولعلهم يؤسسون لتمييزهم هذا بنص مقدس يقول :
" ...بما فضل الله بعضهم على بعض... "
وتعني عندهم أن الرجل أفضل من المرأة ...وهذا يستلزم أن الابن أفضل من البنت ... وهذا يستلزم أن له من الحقوق أكثر مما لها....الى أخر الأغنية .
ومن تلك المنطلقات كنت ـ كغيري ـ عندما يتعلم الأبن (أي ابني) المشي آخذ بيده أو أحمله معي في السيارة لنتجول في الأسواق وأشتري له بعض الحلويات والمرطبات أو ما يطلبه من المشروبات والمأكولات .
أما أخته ـ ورغم أنها تكبره بعام ـ فتبقى في المنزل لأنها بنت .
لكن ـ وهنا المفاجأة ـ بعد أن تجولنا في السوق ورجعنا جاءت أخته مسرعة لتشم رأحة فم أخيها ولتعرف ماذا أكل أو ماذا شرب هناك .
ولا شك أنها وجدت رائحة أو أثرا لبعض المأكولات التي هي أيضا كانت تشتهيها وتتمناها , فنظرتْ إلي نظرة تحمل معنى لا يمكن التعبير عنها بأي كلام .
لكن تلك النظرة جعلتني أذوب أسفا[2] وتأثرا[3] وندما[4] وغضبا[5] أيضا .
ومع أنه مضى على تلك الحادثة سنوات طويلة غير أني كلما تذكرتها تأثرت بها من جديد وكأنها حدثت الآن فعاودني الحزن والأسف والغضب .
هل وصلتكم رسالتي أيها الأباء , أو من ستصبحون آباء ؟؟
وفهمتم قصدي ـ قصدي القريب , والبعيد ؟
هاتوا إذن أسمع تعليقكم .
دمتم في رعاية الله وحفظه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أمضاء : الزارع (كركور)
([1] وهناك الكثير من المظاهر تؤكد ذلك , من أخطرها أنه يستطيع ضربها , أما هي فلا يمكنها ذلك حتى وإن كانت أكبرمنه لأنها بنت , يستطيع إيقافها عن الدراسة إن رغب فهو بمنزلة الأب , بل يستطيع قتلها إن فعلت ما يراه شنيعا ولا يلام على ذلك بل يُمدح لحرصه على الشرف .
أسفا على حال البنت في مجتمعنا .([2]
تأثرا بما كانت تعانيه من ألم نفسي نتيجة التمييز ضدها .([3]
ندما على أني لم أحملها معي , مهما كان الحال .([4]
غضبا من المجتمع الذي لا زال يتبنى ثقافة الجاهلية. ([5]