تعرفون، الشيء الذي حدا بي لكتابة هذا الموضوع، هو كلام شاب اعرفه استفزني كثيرا، وانا اتجاذب اطراف
النقاش معه لنصل للحديث عن موضوع الزواج، اذا به فجأة يتفوه بكلام اثار استيائي، بحيث قال : "انا لدي
شرط في الفتاة التي سأتزوجها، وهي الا يسبق لها ان اقامت علاقة عاطفية مع شاب ولم يلمسها احد قبلي"
فما كان مني الا ان اجبته قائلا :"ارى انك اناني بامتياز، كيف يعقل ان تشترط شرطا صعبا وانت زير النساء،
اقمت علاقات عديدة مع الفتيات ولديك تجارب كثيرة معهن، زنيت مرارا وتكرار، ثم بعدها تطالب بان تكون
الفتاة التي تتزوجها عفيفة لم يسبق لها ان عرفت رجلا قبلك !!!، لو اشترط ذلك شاب ملتزم لم يزني في حياته
ولم يقم اية علاقة عاطفية ولم يرتكب شيئا منافيا للعادات والاخلاق مع فتاة قط، لكان شرطه معقولا جدا لانه
يفضل الزواج بفتاة عفيفة مثله، لكنك انت ليس من العدل والمنطق ان تضع مثل ذلك الشرط وانت اصلا
لست قدوة ولا نموذجا في الحفاظ على المبادئ والقيم الدينية"، لكن ما اثار استغرابي اكثر هو اجابته على
كلامي عندما قال "لكنني رجل، ولن اخسر شيئا اذا اقمت علاقة او زنيت، عكس الفتاة التي تفقد شرفها".
اخواني الكرام الستم معي بانه من الظلم ان نحاسب الفتاة دون الشاب، وان يشترط الشاب على الفتاة شروطا
دون ان تفعل الفتاة، اليس كما يتمنى الرجل زوجة صالحة لم يسبق لها ان مرت بتجربة مع شاب قبله، اليس
من حقها هي ايضا ان تشترط ان يكون زوجها لم يرتكب شيئا يغضب الله مع فتاة قبل ان يتزوج بها، اليس من
الظلم ان نطالب المرأة ان تكون دائما نموذح الاخلاق الفاضلة، في حين لا يعيب الرجل الا جيبه كما يقال. لماذا
لا يتم التشديد على الشباب ومراقبتهم وعقابهم من طرف عائلاتهم ان عرفوا بانهم يقيمون علاقات مع الفتيات،
هل لان الشاب لا يفقد عذرية ولا يحمل جنينا ولا يضع مولودا من زنا حرام فهذا مبرر للتساهل معه، اليس من
الظلم ان نحاسب الفتاة دون الشاب، اليس الله سبحانه وتعالى عندما حرم الزنا والخلوة حرمهما على كليهما،
الم يقل الله في محكم آياته : (والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة )، الم يأمر الله المؤمنين
بطاعته ورسوله عندما كرر في العديد من الآيات ذلك، تكفي هذه الآية الآتية على سبيل المثال خير دليل،
قال سبحانه وتعالى : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم)، ونحن نعرف
جيدا بان "المؤمنين" تجمع كلا الجنسين بما فيهم الذكور والاناث، فمتى ستكون مجتمعاتنا عادلة فتحاسب كلا الطرفين.