عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-07-2012, 09:40 AM
الصورة الرمزية فجر العزة
فجر العزة فجر العزة غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: في الدنيا الفانية
الجنس :
المشاركات: 615
الدولة : Palestine
افتراضي رد: التهــرب من المســؤولية

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع بالنسبة لي بعض الشيء شائك ..
وأتذكر قول الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليُذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ..)).
ولعلّ هذه الآية تعتبر مدخلاً للرد والتعقيب على ما تفضلتَ بطرحه ..
إنّ خشية المتقين عند ربهم هم من تجعلهم يبتعدون عن هذه النوعية من المسؤولية لأنهم وحدهم من ينظرون إليها على أنها تكليفاً شاقاً ومحاسبة شديدة قد لا يُطيقها صاحبها وليست تشريفاً له ..
ولعلّي هنا أسترجع معكم قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - وشعوره الداخلي بالمسؤولية وصعوبتها :
(لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر)
هذا وهو عمر المعروف بالفاروق ..
فكيف بمن يتولى أمور الناس وليس لديه شدّة في تطبيق الحق ..
هناك مسألة أخرى يجب الالتفات لها كذلك ..
الشخصية ومقوماتها ..
ممكن يكون شخص صاحب دين وخلق ولكن شخصيته ضعيفة ولا تصلح للرياسة أو القيادة ..كما في موقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أبي ذر حينما سأله عن الولاية : فأجابه الرسول : إنك امرؤ ضعيف ..
وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها"



فهنا تنبيه من الرسول بطريقة مباشرة وصريحة بأن الولاية تحتاج لقوة في الشخصية وحكمة في إدارة الأمور ..التي لا يتطلبها الدين فقط بل هو أحد أهم مرتكزاتها ..فالضعف هنا يعني العجز عن القيام بأمور الولاية بحق ..
وأيضاً هناك آية في القرآن تُلخص لنا المسألة :
(( إنّ خيرَ من استأجرتَ القويّ الأمين ))

فانظروا هنا : القوّة والأمانة في قصّة موسى -عليه السلام -

ولعلّي هنا أنقلُ لكم حديثاً لابن القيّم وجدتُ فيه تفسيراً رائعاً :




"وينبغي أن يعرف الأصلح في كل منصب، فإن الولاية لها ركنان: القوة والأمانة كما قال تعالى: {إن خير من استأجرت القوي الأمين}...، والقوة في كل ولاية بحسبها: فالقوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب والمخادعة فيها، فإن الحرب خَدْعَةٌ، وإلى القدرة على أنواع القتال: من رمي وطعن وضرب وركوب وكر وفر...، والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام.


أكتفي بهذا المقدار من التعقيب

بوركت للطرح المُوفق

__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.03 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.28%)]