لم ولن يكون ابدا الفراغ العاطفي مبرر مقنع للتفريط في المبادئ
والاخلاق، وضياع الشرف بالنسبة للفتيات، فالله وهب لنا عقلا.
ليس عيبا ان يتمنى الانسان شريكا يرتاح له ويشبع عاطفته
الجياشة، لكن المفروض ان يتحقق ذلك في اطار شرعي وهو
الزواج لا خارجه، صحيح كثير من الفتيات تنازلن عن قيمهن
التي تربين عليها، بسبب حرمانهن من الحنان والبسمة المشرقة
من والديها، فالفتاة كالزهرة الجميلة تحتاج لمن يسقيها بالماء
ويرعاها، بناء عليه فالحنان مهم في حياة اي انثى، لكن الفتاة
الصالحة مستحيل ان تفرط في نفسها وتغضب ربها فقط لانها
محرومة من الكلمة الطيبة. نفس الشيء اقوله للزوجين، عليهما
ان يعرفا بان تجديد الحب ضروري بعد الزواج، وعليهما ان
يسعيا لجعل حياتهما مرتعا خصبا للسعادة والهناء، فالاسلام
ليس ضد الحب في حد ذاته، لان من لا يحب لا قلب له، وانما
هو ضد الحب الحرام الذي باسمه تنتهك الحرمات والاعراض،
وباسمه ترتكب المعاصي والفواحش. لكن بمجرد ان يتزوج
الطرفين، فمن حقهما ان يستمتعا بحياتهما الزوجية ويعيشا قصة
حب خيالية، وهذا ليس مجرد اوهام، بل هي موجودة في الواقع،
ولا انسى ما حكته فتاة من مدينتي، بان اخاها وزوجته يعيشان
قصة حب رومانسية لا مثيل لها رغم مرور سنوات على زواجهما.
لكن ان كان من حظ احد الازواج ان يكون نصيبه شريك بخيل
عاطفيا، فما عليه الا ان يصبر ويفوض امره لله، ويتحمل حرمانه
من العاطفة، خاصة ان لم يكن الشريك ظالما ولا مفرطا في
واجباته تجاه بيته واسرته.