والله لو عرف الانسان كيف يختار كلماته وينتقيها لما كان هناك
اشكال يذكر في مخاطبة الاخرين كيفما كانت معتقداتهم وتباينت
عاداتهم، ولو كانوا في آخر بقعة من الارض. والدليل ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يخاطب اكثر الناس غرابة واكثرهم
تعنتا، مع ذلك كان كلامه يلقى صدى في قلوبهم الا من اسود قلبه
او ركبه الكبر والعناد، او كان يرى من مصلحته رفض العقيدة
الجديدة. المشكلة تحصل عندما يكون الانسان تربى في بيئة
يتخاطبون فيها بطريقة معينة، او انه في محيطه لا تحدث اية
مشكلة، فيريد ان يستعملها مع اخرين لم يتعودا عليها. ساحكي لك
شيئا بسيطا حدث معي، في بداية دخولي لعالم النت قبل سنوات،
كنت كغيري من المبتدئين ادخل غرف الدردشة، وكنت اتبادل
النقاش مع كلا الجنسين، لكن حدثت معي مشاكل بعض الفتيات
المغربيات بسبب اختلاف العادات، فكما ذكرت في احد مواضيعي
بان اصلي من منطقة محافظة ربينا فيها على القيم، ومن بينها
ان تحرص الفتاة على احترام الرجال، والا تتجرا عليهم، خاصة
ان كانوا اكبر منها سنا، لكنني حصلت لي مشكلة مع بعض فتيات
من مدن اخرى، لا ادعي بان جميع المغربيات كذلك، بل كثيرات
منهن رائعات ومؤدبات وهن موجودات في كل المدن المغربية،
لكن اتحدث عن نماذج صادفتها، مرة تجرات على احداهن فقالت
لي كلمة هي تظنها عادية لكنها في حقيقة الامر مهينة جدا، فما
كان مني الا ان ارد عليها بطريقة صارمة وقاسية جعلتها تبكي
وتعتذر بشدة، وقالت لي (صدقني لم اكن اتوقع ان يغضبك كلامي
لهذه الدرجة، فانا تعودت على ان اخاطب بها الشباب في
مدينتي)، نفس الامر حصل لي مع مغربية اخرى، تجرات علي
فلما عاتبتها، اعتذرت وقالت انا لاول مرة يعترض شاب على
كلامي لانني تعودت على ان اخاطب به الشباب. وللاسف هذا
حدث لي ايضا في المنتديات وان كان نادرا، سواء كن مغربيات
او غيرهن، لانني لم اتعود ان تخاطبني فتاة كانها تخاطب قرينة
لها، خاصة وانني كبير في السن، لهذا ارفض ان تعاملني ندا لند،
او تكلمني بلهجة آمرة، واكيد هذا بسبب العادات المتوراثة لدينا
التي تربينا فيها على ان الفتاة عليها ان تنتقي كلماتها عندما
تخاطب رجلا اكبر منها سنا، وطبعا اتكلم عن منطقتي وليس
عن المدينة ككل.
ملحوظة
عندما اتاكد بان فتاة ما تحترمني كثيرا فساعتها فقط لا تكون لدي حساسية، والدليل
انني في بداياتي عندما كنت في احد المنتديات (سنوات 2006 و 2007 و 2008)
حينما تيقنت من احترام العضوات لي في ذلك المنتدى، لم تعد لدي اي مشكلة في
حديثهن معي واصبحت اتقبل كلامهن وحتى مزاحهن وانتقاداتهن لي بصدر رحب.