السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عاب علي بعض الإخوة يوم أمس أن كل مواضيعي أسرية , لذلك سوف أغير المنهج وأتحدث في السياسة , سأحدثكم عن الدجاجة والبيضة أيهما أولاً .
في مجتمعنا الكثير من ينتسب للتدين والالتزام يرفض تولي أي منصب سياسي أو إداري , ويبرر رفضه بأن السياسة كلها كذب ونفاق وخداع, وأن الإدارة كلها رشوة وظلم وفساد , أما القائمون عليها فكلهم أشرار وفجار مفسدون وطماعون , ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن تلك المناصب :
"...إنها خزي وندامة يوم القيامة ..."
"لا يكونن أحدكم عريفا ولا شرطيا ولا جابيا" السلسلة الصحيحة رقم: 360
"من وَلِـيَ القضاء فقد ذُبـِــــحَ بغير سكين"
ولكن لنفترض أن الأمر كذلك (أي كل من في الإدارة والوزارة وأماكن المسؤولية أشرار ) فمن الذي أوصل الأشرار إلى أماكن اتخاذ القرار؟؟؟
أليس السبب هو تخلي الأخيار عن مواقعهم وتركهم لتحمل مسؤولياتهم ؟
فأي مسؤولية بدأ من رئيس جمعية أو بلدية إلى رئاسة الجمهورية إذا تخلى عنها الأخيار فسيتولاها الأشرار, وهذا سبب كل بلاء .
أولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم :ـ
"إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ"البخاري رقم 6131
أولم يطلب سيدنا يوسف عليه السلام تولي المسؤولية من العزيز حيث قال:
"اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ" آية 55 سورة يوسف
فما رأيكم هل على الانسان أن يدخل المعركة ( معركة الإصلاح ) ويعتبر نفسه مجاهدا ؟
أم ينجو بنفسه إن استطاع النجاة ؟ فلا ينظم للمفسدين ولا يعمل تحت أمرتهم حتى لا يكون منهم ؛ وفي الأثر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
وقد شاهدنا الكثير ممن دخل ليُغيِّر فتَــغيَّــر .
دمتم في رعاية الله وحفظه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .