( رسالة أم الى ابنها )
يابني إن كنت تقرأ سطوري هذه فوالله
طالما وددت ان تفهم مايعني احساس الأم .. طالما تمنيت ان اضع قلبي مكان قلبك لتشعر وتفرّق بين هذا الشعور الحقيقي للأم واي شعور آآآخر ظننته بي يوماً ..
إقرأ سطور قلب امك ياولدي :
هناك شيئا ما يعتمل في داخلي؟ شعورٌ غامض ومعقد قليلاً , ويشبه السأم , أو أنه يشبه البهجة ! يميل أكثر إلى التبلد؟ , إنني حقيقة لم أشعر به من قبل الا بعد ان وُجدت بحياتي .. ولا أعرف كيف أقبض عليه بالوصف؟! إنه ينتابني وبهيئته الغامضة والمعقدة قليلاً .. ويقودني بعنف للهرب .. للصمت .. للصراخ .. للعبث ,للكتابة , للبكاء.. وللضحك أيضاً... !! ولـإستحضار كل الذكريات والمواقف التي خذلتني شجاعتي فيها ..؟ امام ابني !!!!
آه لو أمكنني أن أهرب من نفسي الآن واتركني ورائي , لو أمكنني أن أركض خاليه من كل شعور , من كل احساس , لو أمكنني أن أسلك أي طريق لا تُفضي بي نهايته إليك.. أو إليّ ! وأن اغمض عينيك وعيناي !! لا أريد لكلينا أن يكون شاهداً على لحظة انفجار كهذه.. لو حدثت ؟ ستكون أنت عُرضة لشظايا جسدي المتطايرة, بينما أكون مشغوله عن حمايتك برؤية أشلائي تتطاير من حولك !! .. من سيحميك ..؟ ومن سينتقم مني لو أصابتك جروحٌ بالغة جرّاء تعرضي للإنفجار؟ ومن سيجمع شظاياي بعد ذلك ؟
وسأفكر بعدها بندم مُتمنيه لو أني حاولت أستبدال حياتي الموشكة على الإنفجار , بأشياء أخرى أكثر أماناً وقُرباً منك؟ ..كأن أحيا مرة على هيئة خبراً مُفرح تسمع بي ؟ ومرة على هيئة دواء يرسلك الطبيب لشرائي من الصيدلية فتُشفى .. ومرة على هيئة موقف مؤثر فتبكي لأجلي..ومرة على هيئة ورقة هامة ضائعة منك ,فتبحث عني بعصبية وتجدني وارى السعاده بعينيك ..؟! سأتمنى حتماً لو أني تبددت إلى أشياء صغيرة تحيط بك, ثم اتلاشى ببطء وأتحول إلى أشلاء معطوبة بتصرف ؟
إن استمرار هذا الشعور مؤذي جداً ومُغري لأرتكاب جرائم ضد الذات ؟ لذلك سأركض هرباً مني في كل إتجاه يفضي بي إلى العدم!! وأعبر كل الشوارع دفعةً واحدة !!, حتى أضيع مني دفعة واحدة , أريد أن تكتظ بي أزقة المدينة المسكونة بالضجيج والتائهين وأريد أن انتهي ولو بدفن هذا الصراخ حياً..؟ كل هذا فقط من اجل ان تبقى سعيدا ..فالام ستعمل المستحيل من اجل ابنائها..
هذا هو إحساس الامومه الذي لم استطع ان اوصله لك ياولدي ..
اللهم احفظ امهات المسلمين واجعلنا من البارين
الراضين المرضيين..