عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-06-2012, 05:51 PM
الصورة الرمزية أم اسراء
أم اسراء أم اسراء غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: اينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 3,066
افتراضي رد: أثر الخوف من الله فى حياتنا


ولقد بلغ سلفنا الصالح مبلغاً عظيماً في هذا الباب من شدة خوفهم من الله تعالى:

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (لو نادى مناد من السماء: أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلاً واحداً لخفت أن أكون أنا هو)(التخويف من النار لابن رجب، ص17)،
فانظروا لهذا الخليفة الراشد، وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة يقول أنه يخاف ألا يكون من أهل الجنة،

فماذا نقول نحن وقد قصرت بنا أعمالنا، وغلبت علينا الذنوب والمعاصي، ونحن نأمل دخول الجنة مع التقصير في العمل ومحبة طول الأمل.

وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال لي: ضع رأسي. قال: فوضعته على الأرض. فقال: (ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي).

وروي أن أبا هريرة رضي الله عنه بكى في مرضه فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: (أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي).


ونحن والله في أشد الحاجة لمثل هذا الكلام أن نستشعره في قلوبنا،
فإذا كان هذا الصحابي الجليل وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحافظ لكثير من أحاديثه، يقول هذا الكلام فما نقول نحن وقد قلت طاعتنا وكثرت ذنوبنا..

فإلى الله المشتكى من أحوالنا.

وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالس في أصل جبل يخشى أن ينقلب عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا) ولو نظر كل منا لنفسه وحاسبها لوجد أنه يقع في كثير من المعاصي وهو لا يشعر وهذا من الغفلة العظيمة عن محاسبة النفس.

وروي أن علي بن الحسين كان إذا توضأ اصفر وتغير، فيقال: مالك؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم).

فكيف به لو نظر لحال بعضنا الآن وهم داخلون إلى الصلاة في ضحك وسواليف، وانشغال بالدنيا، بل يدخل الواحد منا إلى الصلاة ويخرج ولم يخشع قلبه أو تدمع عينه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

{إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}(المؤمنون: الآيات 57 ــ 61).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.


يتبع الخطبة الثانية

__________________

مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.29%)]