عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-05-2012, 09:14 PM
الصورة الرمزية فريد البيدق
فريد البيدق فريد البيدق غير متصل
مشرف ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 873
افتراضي للألفاظ شخصياتها

1- لقست نفسي لاخبثت
صحيحالبخاري
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْأَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْلِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي.
فتح الباري شرحصحيح البخاري
حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظِ "لَا يَقُولَن أَحَدكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي, وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي". قَالَ الْخَطَّابِيُّ تَبَعًا لِأَبِيعُبَيْد: لَقِسَتْ وَخَبُثَتْ بِمَعْنًى وَاحِد، وَإِنَّمَا كَرِهَ صَلَّى اللَّهعَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ اِسْم الْخُبْث فَاخْتَارَ اللَّفْظَة السَّالِمَةمِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ مِنْ سُنَّته تَبْدِيل الِاسْم الْقَبِيح بِالْحَسَنِ. وَقَالَ غَيْره: مَعْنَى لَقِسَتْ غَثَتْ بِغَيْنٍ مُعْجَمَة ثُمَّ مُثَلَّثَة،وَهُوَ يَرْجِع أَيْضًا إِلَى مَعْنًى خَبِيث. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سَاءَ خُلُقهَا،وَقِيلَ: مَالَتْ بِهِ إِلَى الدَّعَة. وَقَالَ اِبْن بَطَّال: هُوَ عَلَى مَعْنَىالْأَدَب وَلَيْسَ عَلَى سَبِيل الْإِيجَاب. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاة فِيالَّذِي يَعْقِد الشَّيْطَان عَلَى قَافِيَة رَأْسه فَيُصْبِح خَبِيث النَّفْس. وَنَطَقَ الْقُرْآن بِهَذِهِ اللَّفْظَة فَقَالَ تَعَالَى: (وَمَثَل كَلِمَةخَبِيثَة). قُلْت: لَكِنْ لَمْ يَرِدْ ذَلِكَ إِلَّا فِي مَعْرِض الذَّمّ، فَلَايُنَافِي ذَلِكَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيث الْبَاب مِنْ كَرَاهَة وَصْفالْإِنْسَان نَفْسه بِذَلِكَ. وَقَدْ سَبَقَ لِهَذَا عِيَاض فَقَالَ: الْفَرْقأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ عَنْ صِفَة شَخْصمَذْمُوم الْحَال فَلَمْ يَمْتَنِع إِطْلَاق ذَلِكَ اللَّفْظ عَلَيْهِ.
وَقَالَ اِبْنأَبِي جَمْرَة: النَّهْي عَنْ ذَلِكَ لِلنَّدْبِ، وَالْأَمْر بِقَوْلِهِ: "لَقِسَتْ" لِلنَّدْبِ أَيْضًا، فَإِنْ عَبَّرَ بِمَا يُؤَدِّي مَعْنَاهُ كَفَى،وَلَكِنْ تَرَكَ الْأَوْلَى. قَالَ: وَيُؤْخَذ مِنْ الْحَدِيث اِسْتِحْبَابمُجَانَبَة الْأَلْفَاظ الْقَبِيحَة وَالْأَسْمَاء، وَالْعُدُول إِلَى مَا لَاقُبْح فِيهِ، وَالْخُبْث وَاللَّقْس وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى الْمُرَاد يَتَأَدَّىبِكُلٍّ مِنْهُمَا، لَكِنْ لَفْظ الْخُبْث قَبِيح وَيَجْمَع أُمُورًا زَائِدَةعَلَى الْمُرَاد، بِخِلَافِ اللَّقْس فَإِنَّهُ يَخْتَصّ بِامْتِلَاءِ الْمَعِدَة.
قَالَ: وَفِيهِأَنَّ الْمَرْء يَطْلُب الْخَيْر حَتَّى بِالْفَأْلِ الْحَسَن، وَيُضِيف الْخَيْرإِلَى نَفْسه وَلَوْ بِنِسْبَةٍ مَا، وَيَدْفَع الشَّرّ عَنْ نَفْسه مَهْمَاأَمْكَنَ، وَيَقْطَع الْوَصْلَة بَيْنَه وَبَيْنَ أَهْل الشَّرّ حَتَّى فِيالْأَلْفَاظ الْمُشْتَرَكَة. قَالَ: وَيَلْتَحِق بِهَذَا أَنَّ الضَّعِيف إِذَاسُئِلَ عَنْ حَاله لَا يَقُول: لَسْت بِطَيِّبٍ بَلْ يَقُول: ضَعِيف، وَلَا يُخْرِجنَفْسه مِنْ الطَّيِّبِينَ فَيُلْحِقهَا بِالْخَبِيثِينَ.
***
2- فتاي وغلاميوفتاتي وجاريتي لا عبدي وأمتي
صحيحمسلم
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي؛ كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ وَكُلُّنِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ. وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي وَجَارِيَتِي، وَفَتَايَوَفَتَاتِي.
شرح النووي
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي, كُلّكُمْ عَبِيد اللَّه, وَكُلّنِسَائِكُمْ إِمَاء اللَّه, وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَوَفَتَاتِي) وَفِي رِوَايَة (وَلَا يَقُلْ الْعَبْد: رَبِّي, وَلَكِنْ لِيَقُلْ: سَيِّدِي) وَفِي رِوَايَة (وَلَا يَقُلْ الْعَبْد لِسَيِّدِهِ: مَوْلَايَ; فَإِنَّمَوْلَاكُمْ اللَّه) وَفِي رِوَايَة (لَا يَقُولَنَّ أَحَدكُمْ: اِسْقِ رَبّك, أَوْأَطْعِمْ رَبّك وَضِّئْ رَبّك, وَلَا يَقُلْ أَحَدكُمْ: رَبِّي, وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلَايَ. وَلَا يَقُلْ أَحَدكُمْ: عَبْدِي أَمَتِي, وَلْيَقُلْ: فَتَايَ فَتَاتِي غُلَامِي).
قَالَ الْعُلَمَاء: مَقْصُود الْأَحَادِيثشَيْئَانِ:
أَحَدهمَا نَهْي الْمَمْلُوك أَنْ يقول لِسَيِّدِهِ: رَبِّي؛ لِأَنَّالرُّبُوبِيَّة إِنَّمَا حَقِيقَتهَا لِلَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّ الرَّبّ هُوَالْمَالِك أَوْ الْقَائِم بِالشَّيْءِ, وَلَا تُوجَد حَقِيقَة هَذَا إِلَّا فِياللَّه تَعَالَى.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيأَشْرَاط السَّاعَة: "أَنْ تَلِد الْأَمَة رَبَّتهَا أَوْ رَبّهَا"- فَالْجَوَابمِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدهمَا أَنَّ الْحَدِيث الثَّانِي لِبَيَانِ الْجَوَاز, وَأَنَّ النَّهْي فِي الْأَوَّل لِلْأَدَبِ, وَكَرَاهَة التَّنْزِيه, لَاالتَّحْرِيم.
وَالثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد النَّهْي عَنْ الْإِكْثَار مِنْ اِسْتِعْمَالهَذِهِ اللَّفْظَة, وَاِتِّخَاذهَا عَادَة شَائِعَة, وَلَمْ يَنْهَ عَنْإِطْلَاقهَا فِي نَادِر مِنْ الْأَحْوَال. وَاخْتَارَ الْقَاضِي هَذَا الْجَوَاب. وَلَا نَهْي فِي قَوْل الْمَمْلُوك: سَيِّدِي؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ: "لِيَقُلْ: سَيِّدِي"؛ لِأَنَّ لَفْظَة السَّيِّد غَيْر مُخْتَصَّةبِاَللَّهِ تَعَالَى اِخْتِصَاص الرَّبّ, وَلَا مُسْتَعْمَلَة فِيهِكَاسْتِعْمَالِهَا. حَتَّى نَقَلَ الْقَاضِي عَنْ مَالِك أَنَّهُ كَرِهَ الدُّعَاءبِسَيِّدِي, وَلَمْ يَأْتِ تَسْمِيَة اللَّه تَعَالَى بِالسَّيِّدِ فِي الْقُرْآن, وَلَا فِي حَدِيث مُتَوَاتِر.
وَقَدْ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اِبْنِي هَذَا سَيِّد" و"قُومُوا إِلَى سَيِّدكُمْ" يَعْنِي سَعْد بْن مَعَاذ. وَفِي الْحَدِيث الْآخَر "اِسْمَعُوا مَا يَقُولسَيِّدكُمْ" يَعْنِي سَعْد بْن عِبَادَة. فَلَيْسَ فِي قَوْل الْعَبْد: سَيِّدِي- إِشْكَال وَلَا لُبْس؛ لِأَنَّهُ يَسْتَعْمِلهُ غَيْر الْعَبْدوَالْأَمَة.
وَلَابَأْس أَيْضًا بِقَوْلِ الْعَبْد لِسَيِّدِهِ: مَوْلَايَ؛ فَإِنَّ الْمَوْلَىوَقَعَ عَلَى سِتَّة عَشَر مَعْنَى سَبَقَ بَيَانهَا, مِنْهَا النَّاصِروَالْمَالِك. قَالَ الْقَاضِي: وَأَمَّا قَوْله فِي كِتَاب مُسْلِم فِي رِوَايَةوَكِيع وَأَبِي مُعَاوِيَة عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةرَفَعَهُ "وَلَا يَقُلْ الْعَبْد لِسَيِّدِهِ: مَوْلَايَ- فَقَدْ اِخْتَلَفَالرُّوَاة عَنْ الْأَعْمَش فِي ذِكْر هَذِهِ اللَّفْظَة, فَلَمْ يَذْكُرهَا عَنْهُآخَرُونَ, وَحَذْفهَا أَصَحّ. وَاللَّه أَعْلَم.
الثَّانِي يُكْرَه لِلسَّيِّدِ أَنْ يَقُوللِمَمْلُوكِهِ: عَبْدِي وَأَمَتِي, بَلْ يَقُول: غُلَامِي وَجَارِيَتِي, وَفَتَايَوَفَتَاتِي؛ لِأَنَّ حَقِيقَة الْعُبُودِيَّة إِنَّمَا يَسْتَحِقّهَا اللَّهتَعَالَى, وَلِأَنَّ فِيهَا تَعْظِيمًا بِمَا لَا يَلِيق بِالْمَخْلُوقِاِسْتِعْمَاله لِنَفْسِهِ. وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ الْعِلَّة فِي ذَلِكَ, فَقَالَ: "كُلّكُمْ عَبِيد اللَّه"، فَنَهَى عَنالتَّطَاوُل فِي اللَّفْظ كَمَا نَهَى عَنْ التَّطَاوُل فِي الْأَفْعَال وَفِيإِسْبَال الْإِزَار وَغَيْره.
وَأَمَّا غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَوَفَتَاتِي فَلَيْسَتْ دَالَّة عَلَى الْمِلْكَ كَدَلَالَةِ عَبْدِي, مَعَ أَنَّهَاتُطْلَق عَلَى الْحُرّ وَالْمَمْلُوك, وَإِنَّمَا هِيَ لِلِاخْتِصَاصِ. قَالَاللَّه تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ} {وَقَالَ لِفِتْيَتِهِ} {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ}.
وَأَمَّااِسْتِعْمَاله الْجَارِيَة فِي الْحُرَّة الصَّغِيرَة فَمَشْهُور وَمَعْرُوف فِيالْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام, وَالظَّاهِر أَنَّ الْمُرَاد بِالنَّهْيِ مَنْاِسْتَعْمَلَهُ عَلَى جِهَة التَّعَاظُم وَالِارْتِفَاع لَا لِلْوَصْفِوَالتَّعْرِيف. وَاللَّهُ أَعْلَم.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.85 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]