[سعيد مسلم]

اكتشف خبراء الصحة والعلماء الأذربيجانيون أن للنفط فوائد علاجية في علاج مرض الروماتيزم، فقد اكتشف بعض العلماء من أذربيجان أن البترول غني بالمواد الهيدروكربونية والكبريت؛ لما له من أثر علاجي جيد على مرضى الروماتيزم والتهاب المفاصل والأكزيما، وقد أحدث هذا الاكتشاف ثورة علاجية في أذربيجان وتم افتتاح أول مركز للعلاج بالنفط، حيث يتم غمر المريض في حمام من النفط النقي لمدة معينة حسب الحالة المرضية لكل شخص.
منتجع نافتالان في جمهورية أذربيجان هو أحد المراكز القليلة في العالم الذي يتبع طرق العلاج لكثير من الأمراض المستعصية والمزمنة والتي وقف الطب حائرا أمامها باستخدام نوع خاص من النفط النقي الذي يستخرج بطريقة خاصة وتتم مراجعته عبر أجهزة الرصد والتنقية، أيضا يتم استخدام نوع خاص من ملح بحر قزوين في المعالجة، ورغم تحذير الأطباء الغربيين من استخدام العلاج بالنفط وقولهم إنه من الممكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان، إلا أن الخبراء الأذربيجانيين يزعمون أن هناك قائمة طويلة من الأمراض التي تتم معالجتها بتلك الطريقة مثل أمراض المفاصل والعضلات والأنسجة وتقلصاتها والروماتيزم، والأمراض العصبية وأمراض العمود الفقري، والأمراض الجلدية مثل الصدفية والأكزيما «البقع الحمراء» والتهاب الجلد العصبي والضمور الجلدي، أمراض التعب والإرهاق المزمن، وقائمة طويلة من الأمراض الأخرى، وتقدم حصص علاج يومية للمرضى والمقيمين في المركز تحت إشراف طبي متكامل.
ولوحظ النفط في أذربيجان في القرن الـ 13 عندما دون الرحالة الإيطالي ماركو بولو رؤيته لبحيرات من مادة سوداء لزجة يستخدمها السكان المحليون في الإنارة والوقود، وفي عهد الاتحاد السوفييتي تم استغلال مراكز النفط للعلاج ووصل عدد زوارها ما يقارب 75 ألف زائر في العام، ثم بعد بدء الصراع المسلح بين أذربيجان وجارتها أرمينيا حول إقليم ناجورنو كاراباخ وسقوط الاتحاد السوفييتي أقفلت كثير من المراكز العلاجية أبوابها وحولت إلى مراكز إيواء لضحايا الحرب.
المكون الأساسي المستخدم للعلاج بالنفط هو مادة النفتالين المستخرجة منه، وهي التي ينصح بإزالتها بعد غمر الجسم بها لمدة عشر دقائق فقط لا تزيد حتى لا يكون هناك مخاطر إصابة بالتسمم عبر خلايا الجلد، ويعتمد العلاج على غمر المريض في حوض يملأ بما يعادل برميل نفط كامل، ثم يزال النفط العالق بالجسم بالاستحمام عدة مرات بالماء، ويصل عدد الأحواض الموجودة في المركز الآن إلى عشرة فقط نصفها للرجال والنصف الآخر للنساء، ولكن هناك خطط لبناء مراكز جديدة وحديثة لجذب المرضى من أنحاء العالم، خاصة أن تكاليف العلاج تعتبر رخيصة جدا مقارنة بأساليب الطب الحديث.
ورغم أن النفط يعتبر سلعة مرتفعة الثمن حتى وإن كانت أذربيجان من الدول المصدرة له، إلا أن النفط المستخدم في العلاج يختلف عن ذاك المستخرج لأغراض التكرير والتصدير، لأن النفط الغني بالنفتالين يعد مادة ثقيلة يصعب تكريرها ولا يستفاد منه تجاريا، ولا يوجد خوف من اشتعاله؛ لأنه ليس سريع الاشتعال

http://vodpod.com/watch/5337511--