عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-05-2012, 08:23 PM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة : Algeria
59 59 مرض نفسي ؟ أم حب فطري ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كنت أتمنى أن تكتب هذا الموضوع أختي المحترمة جدا "فاديا"
لمقدرتها الفائقة على حسن التعبير خاصة في مثل هذه المواضيع الصعبة ؛ فمنذ مدة وأنا أحاول كتابة هذا الموضوع ولم أجد العبارات الجميلة التي تناسبه ؛ أنا متأكد أنه موضوع جميل ويحتاج للكثير من النقاش فهل ستفعلون ؟

الحب له تعريفات كثيرة جدا[1] .
ومن تلكم التعريفات :" إنه الرغبة في التملك ".
فأنا عندما أحب شيئا أريد أن أملكه ويكون لي وحدي , ولا ينازعني أو يشاركني فيه أحد غيري .

تبدأ هذه القصة لدى الإنسان من الصغر ومنذ أيامه الأولى , فعندما تكون لدى الطفل لعبة يحبها فإنه لا يود أن يأخذها منه أحد , وعند ما تؤخذ منه قهرا فإنه يبكي ويصرخ ويرفس ويُجن ؛ ولما تنجب أمه طفلا آخر فإنه يغضب منه (أي يغار ) وقد يمرض نفسيا لأنه يحب أمه ويريدها أن تكون له وحده ولا يشركه فيها أحد من إخوته...


وهكذا يكبر الطفل وتكبر معه هذه الغريزه حتى يصبح رجلا , فيختار أو يحدد من سيتزوجها ؛ ومنذ لحظة اختياره يريدها له وحده , لا يريد أن يراها أحد ولا يريدها هي أن ترى أحدا , لذلك وعندما يتم الزواج يفرض عليها عزلة تامة ويحبسها داخل جدران أربعة كما كان يفعل ابن هضم وقومُه , وهو الذي قال : " لا حق للمرأة في الخروج إلا مرتين : المرة الأولى عندما تزوَّج فتزف لبيت زوجها , والثانية عندما تموت فتنقل إلى قبرها ".

فهل الحب من الأمراض النفسية ؟
أنا أعتقد ذلك , خاصة إن رافقته غيرة شديدة , شديدة حتى أنها أحيانا تؤدي إلى وساوس وشكوك وانعدام تام للثقة وخراب للبيوت وتدمير للإنسان والسبب هو الحب ؛ وعلى هذا فالحب من الأمراض النفسية , وقديما قالوا :

" إن مـِــن الحب ما قتـَـل ".

وصدقوا فيما قالوا.
وما قيل عن الرجل يقال عن المرأة ؛ وســأنقل الآن عبارة قالتها لي قبل مدة الأخت بصمة إبداع في هذا القسم حيث قالت:ـ
"لان المراه بطبيعتها تحب التملك"

لذلك عندما تتزوج أحدا فأنها لا تزال تراقب عينيه أين تتجه وتراقب خطواته أين تسير؛ وكلما دخل بادرته : أين كنت ؟ وكلما خرج سألته : أين أنت ذاهب ؟



أعلمُ أن المشاركة في هذا الموضوع صعبة , ومع ذلك سأنتظر مشاركاتكم , سواء بالموافقة أو الرفض لما قلتُ , فالأمر لا يعدو كونه وجهة نظر, وإن لم تفعلوا فعلى الأقل ما هو تعريفكم أنتم للحب .

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ملاحظة : لم أكتب أي موضوع منذ تغيب بعض الإخوة الذين أحببتهم عن هذا الملتقى , أما هذا الموضوع فكتبته بمناسبة حلول العيد ! , أقصد عودة الأخت "فاديا" , وننتظر عودة شروق وأبي محمود .



[1]) أما ابن القيم فقال [1] : أنه ليس له تعريف , ولا يستطيع تعريفه إلا من قام به .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.92 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.67%)]