عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-05-2012, 04:55 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي تعسّف أم تخلّف ؟


تزعجني كثيرا افكار المجتمع البالية في تزويج الفتاة التي تتعرّض للاغتصاب من مغتصبها ،

دوما ما يراودني الانزعاج والضيق ،،، بعد أن أسمع بعض القصص حول هرب الضحايا بعد إرغامهن على الزواج ، أو إقدامهن على الانتحار للخلاص من هذا المستقبل الظالم ، وكأن الأطراف جميعا تآمروا على الفتاة الضحية ليزجّوا بها خلف الأبواب المغلقة المعتمة ، مثل كلّ القضايا التي تتعلق بشرف العائلة ، بغضّ النظر عن آلامها وجروحها

حتى اتّخذ هذا قانونا يُسنّ في كلّ مكان ، تمارسه دوائر الشرطة ومراكز الأمن لإجبار المغتصب على عقد قرانه على المجني عليها ، تلبية لرغبة الأب في حفظ ماء وجهه ، وحفظ الألسنة النارية حوله ، وحقنا للدماء . والحكمة تقول ..لا شيء يجب أن يُجبر الفتاة على الزواج من وغد ، قد تكون مواصفاته أقلّ بكثير من مواصفات ذئب شوارع .

لا يكفي الذبح جسديا ونفسيا الذي تعرضت له المسكينة من قبل مجرم ضالّ ، بل يتبع ذلك سلخها من قبل مجرم آخر وهو وليّ أمرها ليستر نفسه من القيل والقال ، ويتخلص من أصابع الإتهام والأقاويل الكثيرة ، فينتهي بتزويج ابنته ممن لا يرضى عن دينه وأخلاقه. قمة الأنانية ، في حين أنها الضحية التي لم يهتمّ أحد كيف تتفاعل مع هذه الجروح وهذا الأذى وهي ترى نهاية الظالم وقد ارتفعت يده ليصبح زوجا يملك حق الطاعة !

يعتقد الأب أنه حفظ سمعته وكيان أسرته ومستقبل ابنته ، في تزويجها بلصّ ظالم ، ، ويختار أن يربط نفسه بهذا المنتهك طيلة الحياة بداعي صلة النسب . أي حفظ لماء الوجه هذا ؟
وهل يتحول الوحش الضالّ الى زوج محبّ ؟ وقد انتهكها أصلا ليس حبّا فيها ، وإنما تلبية لغريزة لم ينجح في تهذيبها خلق ولا دين .

وأي حقن للدماء ، ودماء الضحية لا تتوقف عن النزف من لحظة اغتصابها وحتى آخر يوم في حياتها .
نكافئ المغتصب الجاني بتوفير حياة زوجية له بالمجان ، ونعاقب المظلومة.... بفرض ما تكرهه لتتحملّه طيلة عمرها .. وتذكيرها كلّ يوم بحقّها الذي انتهك وانسانيتها التي سُفحت ،

أي عدل هذا ؟ ،، وقوانين حمورابي أرحم بكثير !

لماذا لا يُطالِب وليّ الأمر بحقّ ابنته في أن يُعاقب الجاني على فعلته ؟
وهي من تضرّرت ، واغتيلت فيها الإنسانية والرحمة .

لماذا لا يترفّع عن الارتباط بهذا الوضيع ، وينتقل بابنته الى مكان آخر بعيدا عن اللوم والألسنة الحارقة ، لعل حياة جديدة تبدأ ؟



إن أفضل وقاية للأنثى هو تعليمها وليس زجّها خلف الأبواب المغلقة فلا تعرف لها حقوقا ولا إنسانية .


ينتقد البعض حقّ المرأة في القرار و الاختيار وإبداء الرأي وتغليبه ، ويربطون ذلك فورا بالمقاييس والمواصفات التي يجب ان تكون عليها المرأة لتحظى بالقبول ، والقريبة من مواصفات الشاة والخروف .

وقد نسوا سورة النمل وبلقيس ملكة سبأ ، التي حكمت بالشورى وقادت قومها الى الإسلام ، كيف كان ممكنُُ ذلك ... بغير العلم والحكمة ...... ؟


__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.91 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.32%)]