عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-04-2012, 10:04 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي رد: توبة قاتل المائه

الدروس المستفادة من القصة :

تتجلى فى هذه القصة جملة من الدروس و العبر التى تعد ذات أثر فعال فى جانب الدعوة إلى الله علماً و عملاً و أهم هذه الدروس ما يلى :
(1) قبول التوبة من جميع الكبائر بما فيها القتل :
هذه القصة أصل عظيم فى الدلالة على قبول التوبة من المذنب و إن تفاحش ذنبه و تعاظم إثمه طالما حسنت سريرته و صلحت علانيته .
و قد نطقت بذلك اّيات القراّن الكريم و أحاديث النبى صلى الله عليه و سلم فالله تعالى يقول :
{ قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }
و فى الحديث الصحيح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم
(( و الذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ))
و فى قتل هذا الرجل لمائة و مع ذلك حين صدق الله فى توبته قبلها الله منه و عفا عنه فى هذا دليل على أن قبول الله للتائب لا يستثنى منه قاتل أو غيره وإلى هذا ذهب جمهور الأمة .
و قول القاضى عياض فى تعليقه على قصة قاتل المائة : (( و فيه أن التوبة تنفع من القتل كما تنفع من سائر الذنوب و هو إن كان شرعاً لمن قبلنا و فى الاحتجاج به خلاف لكن ليس هذا موضع الخلاف أن موضع الخلاف إذا لم يرد فى شرعنا تقريره و موافقته أما إذا ورد فهو شرع لنا بلا خلاف و من الوارد فى ذلك قوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
و حديث عبادة بن الصامت ففيه بعد قوله { ولا تقتلوا النفس } و غير ذلك من المنهيات : فمن أصاب من ذلك شيئاً فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه)
و خالف فى ذلك عبد الله بن عباس رضى الله عنهما و قال بعدم قبول توبة القاتل المتعمد فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية بمكة { الذين لا يدعون مع الله إلها اّخر } إلى قوله {مهاناً} فقال المشركون : وما يغنى عنا الإسلام و قدعدلنا بالله و قد قتلنا النفس التى حرم الله و اتينا الفواحش فأنزل الله عز وجل : { إلا من تاب و اّمن و عمل عملاً صالحاً } إلى اّخر الاية .
قال (( فاما من دخل فى الإسلام و عقله ثم قتل فلا توبة له )) و قد تمسك ابن عباس بقوله تعالى { و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما}ففى الحديث الصحيح عن سعيد بن جبير قال : أمرنى عبد الرحمن بن أبزى أن أسال ابن عباس عن هاتين الآيتين :
{ ومن يقتل مؤمنا متعمدا } فسأله فقال : لم ينسخها شىء و عن { و الذين لا يدعون مع الله إلها اّخر } قال : نزلت فى أهل الشرك كما تمسك ببعض الأحاديث المصرحة بشدة عذاب قاتل النفس بغير حق فعن سالم بن أبى الجعد قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال: يا ابن عباس أرأيت رجلاً قتل مؤمناً ؟ قال جزاؤه جهنم خالداً فيها .. إلخ الآية قال : فقال يا ابن عباس أرأيت إن تاب واّمن و عمل صالحاً؟ قال : ثكلته أمه ،. و أنى له التوبة و قد قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( إن المقتول يجىء يوم القيامة متعلقاً رأسه بيمينه أو قال بشماله اخذاً صاحبه بيده الأخرى تشخب أوداجه دماً فى قبل عرش الرحمن فيقول : رب سل هذا فيم قتلنى ؟) و قد حمل جمهور أهل السلف و جميع أهل السنة ما ورد من ذلك على التغليط و قالوا فى اية سورة النساء إنها تنص على أن جزاءه جهنم و قد يجازى به و قد يجازى بغيره و قد لا يجازى بل يعفى عنه فالمسألة تتعلق بمشيئة الله التى يمكن بمقتضاها أن يغفر الله أى ذنب عدا الشرك هذا إن لم يكن عامداً مستحلاً للقتل بغير حق ولا تأويل فإنه وقتئذ يكون كافراً مرتداً بالإجماع و إن كان غير مستحل بل معتقد تحريمه فهو فاسق عاص مرتكب كبيرة جزاؤه جهنم خالداً فيها بفضل الله تعالى ثم أخبر أنه لا يخلد من مات موحداً فيها فلا يخلد هذا و لكن قد يعفى عنه فلا يدخل النار أصلاً و قد لا يعفى عنه بل يعذب كسائر العصاة الموحدين ثم يذهب إلى الجنة و هذا إن لم يتب فإن تاب قبلت توبته و تشهد له القصة التى بين أيدينا فإنها إذا ثبتت لمن قبلنا فمثله لنا أولى لما خففه الله عن هذه الأمة من الآصار بالنسبة إلى من قبلهم من الأمم .
فإن قيل : و كيف تقبل توبة العبد القاتل و فى عنقه حقوق لبنى اّدم و شرط التوبة رد المظالم إلى أهلها ؟
و يجاب عن هذا بأن الله تعالى إذا رضى عن العبد و قبل توبته أرضى عنه خصومه .
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]