رد: هذا هو ابي
أما أبي ..
فهو الذي حينما أنظر الى وجهه الملائكي أشعر أن العالم مكانٌ طيب طاهر..
هو الذي كان يوصلني صباح مساء الى عيادتي ..ولم يتأخر يوماً رغم أنه جاوز السبعين..
هو الذي كان يزورني في المستوصف يوميا..ليستمع الى احاديث الثناء علي من المدير والموظفين..فأنظر الى عينيه فأراهما تلمعان فخراً وكأن الدنيا لاتسعه من الفرحة بابنة تعب عليها ورباها..
هو ذلك الرجل الذي ارهقته وانا صغيرة ,فيأخذني يوم ميلادي في نزهة طوال اليوم وحين العودة بالليل أبكي وأقول له أين قالب الكاتو وأين الشموع وكأن كل مافعله نهارا لم يكن كافي..فيبتسم في وجهي ويحضر لي ما أردت..
أبي هو الصدر الذي ألجأ اليه في الأزمات وأفخر به بين الناس..
فالكل يلجأ اليه بعد الله ليحل لهم مشاكلهم..
ويستمدون منه القوة..
وهو نفسه الذي رأيته جالساً في زاوية الغرفة على الأرض بعد عودتي من السعودية بعد وفاة زوجي..كان يبكي مثل الأطفال وكأنه ليس الرجل الذي يعرفه الجميع طوال عمره..حينها فقط أحسستُ بهول الفاجعة ..لدرجة أنني تبادلت الأدوار معه..وأخذت أربت على كتفه واقول له قل لا اله الا الله وأحضنه حتى هدأ..وأنا أفكر في عقلي وأقول..
طوال حياتي ظننتُ أن لا أحد يحب ابنته كما يحبني أبي ولكني ادركت في لحظتها أنني جاهلة ومخطئة..
فأنا لعقلي المحدود أن يدرك ويتخيل حبك لي أبي ..
ذلك الحب الذي يجعل جبلاً مثلك ينهار لحزنه علي..
هذا هو أبي
فاليك أبي أقول..
قدماك جنتي ..فاسمح لي بالمكوث عندهما..
أحبك..والباقي عندك..
شكراً لك أمير قريش
__________________
اللهم فرج همي .. وارزقني حسن الخاتمة.. إن انقضى الأجل فسامحونا ولاتنسونا من صالح دعائكم .. & أم ماسة &
|