عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-03-2012, 04:02 PM
الصورة الرمزية امير قريش
امير قريش امير قريش غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: في اكناف بيت المقدس
الجنس :
المشاركات: 1,807
الدولة : Jordan
افتراضي رد: أريد ان يجاوبنى أحد بارك الله فيكم

تستحقين الاجابة فلك ذالك ..


كيف نفهم حديث: لاَ تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُو ؟
رقم السؤال: 3463

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير اسأل الله أن يعيده على الامة الإسلامة بالنصر والتمكين آمين آمين

كثر في زماننا من يستدل بهذا الحديث \"لا تتمنوا لقاء العدو\" على أن المجاهدين لا يجب أن يسارعوا إلى قتال الكفار بجلبهم إلى ديارنا ونحن لا طاقة لنا بهم وبقتالهم، وبأننا مستضعفون ولا نقوى على قتالهم، وينكرون عليهم أشد الانكار.

ولا اخفي عليكم بأن هذا الأمر والله يسوؤني عندما أسمع اناساً لا حظ لهم في الجهاد وينكرون على المجاهدين أعمالهم وأنهم لا يتصرفون بحكمة إلى آخره من الكلام العريض الطويل.

وانا على علم بان المجاهدين في زماننا هم الطائفة المنصورة التي لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، ولكن شيوخنا الأفاضل نريد أن
نفهم هذا الحديث وكيف ننزله في واقعنا وكيف نرد على من يستدل به وينكر به على إخواننا المجاهدين ما يقومون به ليكون لنا سلاحاً نرد به على هؤلاء المثبطين المخذلين عافانا الله وإياكم منهم

نسأل الله أن يعلي كلمته وينصر أولياءه المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها الساعين لتحكيم شرع رب العالمين في بلاد خراسان و جزيرة العرب والعراق والصومال وبلاد المغرب الإسلامي وفي كل مكان آمين آمين

السائل: ا س د


المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فحياك الله يا أخانا ونسأل الله لنا ولك التوفيق في الدارين.

وأما هؤلاء الذي ذكرتهم في سؤالك-لا كثرهم الله تعالى-فهم أناسٌ دبَّ الجبن والخور إلى قلوبهم ، قد ركنوا إلى الدنيا وملذَّاتها وأوكلوا أمرَ الجهادِ إلى طواغيتَ أباحوا الأرضَ والعرضَ للكفارِ من الأمريكان وغيرهم...

وهؤلاء لو أنهم كانوا يعقلون لعلموا أن جهاد المجاهدين اليوم هو جهاد دفع لا جهاد طلب، فالمجاهدون اليوم يدفعون عن حرمات المسلمين في العراق وأفغنستان وغيرهما، فالكفار هم الذين غزوا ديار المسلمين واستحلوا دماءهم ولا حول ولا قوة إلا الله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى الكبرى(5/538):

(وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين، فواجب إجماعاً، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان).


وقد ذكرني حال من يستدل بهذا الحديث تاركاً النصوص الأخرى التي تحض على الجهاد وتذكر ما أعد الله للشهداء بقول الله تعالى:
( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)،
ولذا فمن يستدل بقوله صلى الله عليه سلم الصحيح
(أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ
تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ)
مبرراً قعوده عن نصرة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان فقد حاد عن الحق وضل عن سواء السبيل؛


قال الحافظ في فتح الباري(6/156):

(قَالَ ابن بَطَّالٍ:حِكْمَةُ النَّهْيِ أَنَّ الْمَرْءَ لَا يَعْلَمُ مَا يؤول إِلَيْهِ الْأَمْرُ وَهُوَ نَظِيرُ سُؤَالِ الْعَافِيَةِ مِنَ الْفِتَنِ وَقَدْ قَالَ الصِّدِّيقُ لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ ، وَقَالَ غَيْرُهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْ تَمَّنِي لِقَاءِ الْعَدُوِّ لِمَا فِيهِ مِنْ صُورَةِ الْإِعْجَابِ وَالاتْكَالِ عَلَى النُّفُوسِ وَالْوُثُوقِ بِالْقُوَّةِ وَقِلَّةِ الِاهْتِمَامِ بِالْعَدُوِّ وَكُلُّ ذَلِكَ يُبَايِنُ الِاحْتِيَاطَ وَالْأَخْذَ بِالْحَزْمِ،وَقِيلَ يُحْمَلُ النَّهْيُ عَلَى مَا إِذَا وَقَعَ الشَّكُّ فِي الْمَصْلَحَةِ أَوْ حُصُولِ الضَّرَرِ وَإِلَّا فَالْقِتَالُ فَضِيلَةٌ وَطَاعَةٌ وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ تَعْقِيبُ النَّهْيِ بِقَوْلِهِ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ مُرْسَلًا لَا تمنوا لِقَاءَ الْعَدُوِّ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ عَسَى أَنْ تبتلوا بهم ، وَقَالَ ابن دَقِيقِ الْعِيدِ لَمَّا كَانَ لِقَاءُ الْمَوْتِ مِنْ أَشَقِّ الْأَشْيَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَكَانَتِ الْأُمُورُ الْغَائِبَةُ لَيْسَتْ كَالْأُمُورِ الْمُحَقَّقَةِ لَمْ يُؤْمَنْ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ الْوُقُوعِ كَمَا يَنْبَغِي فَيُكْرَهُ التَّمَنِّي لِذَلِكَ وَلِمَا فِيهِ لَوْ وَقَعَ مِنَ احْتِمَالِ أَنْ يُخَالِفَ الْإِنْسَانُ مَا وَعَدَ مِنْ نَفْسِهِ ثُمَّ أُمِرَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ وُقُوعِ الْحَقِيقَةِ).

والله أعلم.
أجابه، عضو اللجنة الشرعية
__________________
{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها}

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.14 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]