عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-03-2012, 08:46 PM
الصورة الرمزية أم اسراء
أم اسراء أم اسراء غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: اينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 3,066
افتراضي عِنْدَمَا .... عِنْدَها

عِنْدَمَا .... عِنْدَها





عندمَا نتركُ العنانَ لخيولِ الفكرِ تجري في صَحْرَاءِ التّوافِه


عندها :

إِذا كُنتَ لا ترضى بما قد جَرَى ... فَدُونَكَ الحبْلُ به فانشَنِقْ !



عندما نُهمِلُ بناءَ الأجيال الواعدة ونتفانى في بناءِ الدّور والقُصور


عندها :
يبني الرّجالَ وغيرُهُ يبْني القُرى ... شتّانَ بينَ قُرى وبينَ رِجالِ






عندما نتمزّقُ ألماً و حزناً وهمّاً من أجلِ كلامِ أناسٍ تافِهينَ


عندهَا :

قُلْ مَا بَدا لَكَ مِنْ زُورٍ ومنْ كَذِبٍ ... حِلْمِي أصمُّ وَمَا أُذْنِي بِصَمَّاءِ



عندمَا تُظلّلنا سُحُبُ الغيظِ والضّيقِ والحَنَقِ


عندهَا :

وتَجَلّدِي للشّامتين أريهمُ ...أنّي لريبِ الدّهر لا أتضعضعُ


عندمَا ترتَسِمُ على تقاسيم وُجوهنا سيماء الغضب لأمرٍ حقيرٍ


عندهَا :

النّاسُ صِنْفَانِ : مَوْتَى فِي حَياتِهم ... وآخَرَونَ بِبَطْنِ الأرْضِ أحياءُ




عندَمَا نبالغُ في المدحِ والثّناءِ مُجاملةً ، وفي الذّمِ حِقْداً


عندهَا :

سَارَتْ مُشّرِّقَةً وسِرْتَ مُغَرِّباً ... شَتَّانَ بيْنَ مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ


عندمَا نَضيعُ في بيداء نَرْجِسِيَتِنَا اعتقاداً منّا أنّهُ ليس كمثلنا شيء


عندهَا :

كم من عظيمِ القَدْرِ في نفسِه ... قد نامَ في جُبَّةِ مَلاّحِ


عندمَا يسدلُ ليلُ الفقرِ والعوز أستارَهُ على تفكيرِنا



عندهَا :

فَكَمْ دَقَّتْ وَرَقَّتْ واسْتَرَقَّتْ ... فُضُولُ الرِّزْقِ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ


عندما يتأصّلُ الحسَدُ في جذور أعماقِنا .. في وجدانِ دواخِلنا


عندهَا :

خلّصْ فُؤَادَكَ مِنْ غِلٍّ ومن حَسَدٍ ... فالغِلُّ في القَلْبِ مثلُ الغِلِّ في العُنُقِ





عندمَا نحترقُ بنار الفِراق والغُربة والوداعِ



عندها :


طُبِعت على كدرٍ وأنتَ تُريدُها ... صَفْواً منَ الأقْذاءِ والأكْدارِ


ومُكَلِّفُ الأيّام ضِدّ طِبَاعِها ... مُتَطَلِّبٌ فِي الْماءِ جَذْوَةَ نَارِ



عندما نغرقُ في بحارِ الخطيئة ونتلطّخُ بأوحالِ المعصية

عندها :


دعْ عنْكَ ما قد فاتَ في زمنِ الصّبا ... واذكُرْ ذُنُوبَك وابكِها يا مذنِبُ



عندما تصلُ بهم الوقَاحَةُ لدرجة الولوغِ في أعراض أصحاب خير البشرية وُلوغَ الكلبِ


عندها :

ومنَ العجائب والعجائبُ جمّةٌ ... أن تسْخرَ القَرعاءُ بالفَرعاءِ


عندمَا نرى المُحتلّ لأراضي المُسلمين يَطيبُ نَفْساً ويَتَفَقّأُ شَحماً ، ونحن لا نحرّكُ ساكناً ولا نُسكّنُ مُتحرّكاً ..


عندها :

فيا موتُ زر إنّ الحياةَ ذَمِيمةٌ ... ويا نفسُ جدّي إنّ دهرَكِ هازلُ



عندَما لا نعيشُ في بُلداننا و أوطَاننا كما نريدُ ،ولكنْ كما يُرادُ لنا


عندهَا :

مَا كُنتُ أوثِرُ أن يمتدّ بي زمني ... حتّى أرى دولةَ الأوغادِ والسّفَلِ


عندما يهجُمُ علينا الفرحُ والحبور فجأةً


عندها :
يا عينُ صارَ الدّمعُ عندكِ عادةً ... تبكين في فرَحٍ وفي أحزانِ



عندمَا تتكاثرُ عليكَ المصائبُ والخطوب كما تكاثرت الضّباعُ على خراشِ



عندها :


ولربُّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ... ذرعاً وعندَ الله منها المخرجُ


ضاقتْ فلّما اسْتَحْكَمَتْ حلقاتُها ...فُرِجَتْ وكان يخالُها لا تُفرَجُ




بقلم / ربيع بن المدني



__________________

مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]