السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع الذي اطرحه هنا هو من اقدم مواضيعي التي كتبتها
قبل سنوات خلت، وما تمهيدي بهذه المقدمة الا لانني لاحظت بان
اعضاءا نقلوه لبعض المنتديات، لان من اتحدث عنه كان فعلا
جدي رحمه الله، وتلك الام هي والدتي حفظها الله.
كثيرا ما نسمع عن دور الام في تربية ابنائها، لكننا للاسف نتغاضى
عن الدور المهم للاب في ذلك، صحيح ان الام هي الاولى بالاهتمام
بأبنائها والسهر على راحتهم، في حين على الأب ضرورة الانفاق
عليهم واسداء النصائح لهم وتوجيههم ان تطلب الامر ذلك. لكننا
ننسى او نتناسى بأن الاب ملزم بمساعدة الأم في تربية ابنائهما،
ورغم مشاغله الجمة حري به عدم اهمال ابنائه، فالتربية لا تتمثل
فقط في اغداق الاموال على الابناء وتلبية مطالبهم المادية، وانما
تتجسد ايضا في مراعاة احتياجاتهم المعنوية من الرعاية والحنان.
فمثلا جدي رحمه الله كان له تأثير كبير على امي حفظها الله، فهو
كان مؤذنا ومعلما للقرآن، لكنه في اواخر حياته اظطرته الظروف لأن
يعمل فلاحا. كان رغم مشاغله الكثيرة ورغم اعباء الحياة الملقاة على
كاهله، كان كلما وجد فرصة للاجتماع بابنائه الا ويستغلها في
تربيتهم على القيم والفضائل خاصة وانه كان مولعا بقراءة الكتب
الدينية وذلك من اجل تربيتهم على المبادئ الاسلامية، علاوة على
أن طيبته المفرطة وحنانه الزائد كان لهما تأثير كبير على ابنائه
خاصة امي. فما حكته لنا يدل على انه كان من الرجال النادرين في
مثل طيبته وتعاطفه مع الآخرين، وقد بلغ من شدة حنانه انه لم
يتجرأ مرة على ضرب احدى بناته. بناء عليه فالاب ملزم ايضا بتربية
ابنائه ومحاولة مساعدة أمهم في توجيههم، خاصة في عصرنا
الراهن الذي ان لم يربي الأبوين ابناءهما على الفضائل ويقوما
بتوجيههما الوجهة الصحيحة، فانهم سيكونون عرضة للفساد والضياع
والانحطاط الخلقي، خاصة مع وجود من يتربص بهم من اصدقاء السوء.