كان يوم جمعة ...منذ ساعات الصباح الأولى ...كانت الأجواء تُنبئ بمستجدات من الأمور عظيمة ...الذين رفضوا الواقع الجديد ...لازالوا يرفعون الأعلام ...يهتفون ..ويتوعدون ..
في بلدتنا الصغيرة ..صعد أحدهم على خزان المياه الذي يغذي البلدة كلها ..واعتنق العلم القديم ..وصار يهدد ويسب كل من رفع العلم الجديد ..(مجرد فقاعة هواء )
ونحن نتابع المشهد وسط تعليقات ساخرة ..لاحظنا اختفاء ذاك العلم من معظم أسطح المباني التي كانت ترفعه ...تحدياً ..وعناداً ..وربما ...حباً!!!
اختفى وكان ذلك إيذاناً منهم بالتسليم للواقع الجديد.
كان لبلدتنا حظاً من السابع عشر من الشهر !
ألم تكن بداية التغيير في السابع عشر من فبراير؟
...وبعد صلاة الظهر ..سمعنا إطلاق الرصاص ...وأصوات السيارات القادمة من الشمال ..تشق عنان السماء ..
ركضنا إلى سطح المنزل ...فإذا بالجموع القادمة والمستقبلة تسد بوابة البلدة ...أصوات الرجال ارتفعت بالتكبير لتبعث في البدن القشعريرة ..وتدفع بالدموع من مآقيها ....
كان مشهداً....رائعاً ...مذهلاً ...رغم كل شئ!!!!!
11
أطلت شمس اليوم التالي على غير عادتها ..!
أو هكذا شعرنا !!...وملأنا إحساسٌ بذلك ....غريبٌ وعجيب!!!
مع ارتفاع شمس الضحى ...انطلقت من أمام المنزل السيارات المحملة بالعتاد والرجال ...وأصواتهم تعلو بالتكبير ...
خانني التعبير...وتوقف القلم عن التحرير .....