رد: إثارة الشوق إلى لقاء الله - تعالى -
مثيرات الشوق إلى لقاء الله - تعالى - :
أولاً : الشوق إلى لقاء الله - تعالى - أثر من آثار المحبة ، ومرتبط بها زيادة ونقصاً ، وقوة وضعفاً ..
وعليه فلابد للعبد المؤمن المشتاق إلى لقاء الله - تعالى - أن يتلبَّس دائماً بالأسباب الجالبة لمحبة الله - تعالى - من قراءة القرآن بالتدبر ، والتقرب إليه - تعالى - بالنوافل بعد الفرائض ، ومن دوام ذكره على كل حال ، ومن إيثار محابِّه على محابِّك لاسيما عند غلبات الهوى ، ومطالعة القلب لأسمائه وصفاته ، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ، ومشاهدة بره وإحسانه ، وانكسار القلب بين يدي الله - تعالى - ، والخلوة به وقت النزول الإلهي ، ومجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب كلامهم كما يُنتَقى أطايب الثمر ، ومباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله - تعالى - ..
ثانياً : والشوق إلى لقاء الله - تعالى - ثمرة الشكر لله - تعالى - ، فعلى قَدْر شكر العبد ربه - تعالى - بالأعمال الظاهرة والباطنة ، وتصحيح العبودية يكون سروره به ، واستبشاره بلقائه ..
ثالثاً : استحضار رؤية الله - تعالى - في الآخرة ، فهي سبب عظيم للشوق إلى لقاء الله - تعالى - ؛ ولذلك ربط النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما في هذا الدعاء العظيم : وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ ..
- وكذلك استحضار ما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -: (يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكا) رواه الطبراني ، وصححه الألباني ..
ولن نعدم من ربٍّ يضحك خيراً كما روي عن الصحابة - رضي الله عنهم - !!
وفي حديث المرور على الصراط : (حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه ... وفيه الحوار الجليل العظيم بين الربِّ - جَلَّ جَلالُهُ - وبين هذا العبد بعد أن أنجاه الله - تعالى - من النار ... وفيه : (ألا ترضى أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه ؟ فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟ فيضحك الرب - عز وجل - من قوله ، فيقول : لا ، ولكني على ذلك قادر ... ) رواه الطبراني ، وصححه الألباني ..
من تأمل ذلك كان عوناً له على الشوق إلى لقاء الله - تعالى - ..
|