[@أبو الوليد@]

لذلك إخوة الإسلام إن الايمان هو جوهر الانسان والتمسك بحبل الله هو الحبل المتين ,هو الخير والامل والشفاء ويشد من العزيمه والصبر ,فلو انقطع هذا الحبل , لاصبحنا في متاهات وظلام وضياع . خُلق الإنسان ووضع في الدنيا ليصارع فيها وفي نفسه , ويبحث عن ذاته , ويسال نفسه من انا ؟ ولِمَ جئت ؟ ومن اين اتيت ؟ وما هو مصيري من بعد هذا العناء ومصيري من بعد أن اموت ؟ خلق الله آدم وحواء ووضعهما في الجنه , وقبل ان يخرجهم منها , اذاقهما نعيمها وحلاوتها وجمالها . وجود الشيطان بجانب آدم وحواء , هو حكمه من عند الله لكي يوسوس لهما ويخرجهم منها , الله قادر ان يبقيهم عليها بل اخرجهم منها واهلكهم في الارض لكي يشعرون من بعد هذا الهلاك وهذا العناء , بقيمتها وبأبداعاتها وبعضمة خالقها . سر حكمة الله من وجود الإنسان في الدنيا , للتعرف على الغرائز الكونيه , يبحث ...ويبحث ويغامر يثبت جبروته ويحدد ذاته ومصيره , ما قيمه الإنسان بلا هذا العناء وهذه المغامره كل شيء في الدنيا متناقض مع شيء آخر , ولولا هذا التناقض وهذا التنافس لما عرف الإنسان قيمة الحياة , ومن ثم نفسه . دائماً نقول لِمَ
صعب الله علينا الدنيا واهلكنا بها ؟ نسأل...ونسأل وبالتالي حتماً نصل لاجابه , نحزن ونتألم ونرهق ونعيا ونواجه صعوبات كثيره لنقارن بين الفرح والحزن , وبين الخير والشر , وبين التعاسه والسعاده , وبين الموت والحياه , لنشعر بحلاوة وبقيمة الإنسان ذو الروح الطيبه والمخلصه , وللتقرب من الله والاستشعار بعضمته وبابداعاته الكونيه , بهاذا يشعر الفرد منا بذاته وبقيمته في الحياة الدنيا . هي كلها روابط متصله بالاختبار الايماني للتأهيل للدار الآخره والراحه من بعد هذا العناء والهلاك , وهذا الطريق الطويل الصعب . ما من شيء صعب يمر في حياتنا , الا ومن ورائه فائده وحكمه من عند الله , ما المعنا من القول الصبر مفتاح الفرج ؟ على سبيل المثال , يحدث مع شخصاً ما حدثاً صعب عليه وبه عذاب وتعاسه , يكون هذا الحدث طريق تؤدي لشيء في داخله غامض , حينها يكون ذاك الحدث ,مفتاح وسبب سعاده لم يتوقع بحدوث مثل شيء كهذا , هنا تضهر السعاده الحقيقيه . الصبر هو الامل , والامل هو الحياه, والحياه هي الإنسان , والإنسان بلا امل لا معنى له . السعاده تأتي بعد التعاسه , والفرج يأتي بعد الشده , واليسر يأتي بعد العسر, والخير يأتي بعد الشر . ما الذي يدفع الإنسان للصبر وتحمل الصعاب ؟ اولاً في هذه الايام الكثير من الناس , يشعرون بحاله من الهباط في الجسم وتوتر اعصاب وقلق دائم , كلها ناتجه من حالات نفسيه سيئه , تنعكس سلبياً على الصحه . لقد اعجبتني فقره من قصه للكاتب المصري إحمد أمين , إن الطبيعه علِمت أن الدنيا لا تخلو من متاعب , وان الإنسان سيلاقي في حياته بعض المصاعب , فسلحته بعد ذكر الله روح المرح , وروح الفكاهة , وجعلت ذالك دواءً لدائه وبلسماً لشفائه , فاذا هو فقده لاي سبب من الاسباب , فقد فقدَ علاج مرضه وعاش في بؤسه .