[حوريــة الجنــة]

الحياة مجال واسع شامل لكل مايحمله الإنسان من أحداث، ومواقف ــ
سعادة وحزن ــ ضحك وبكاء، تأتي عبر خطوات كتبها القدرلنا..
كل مناله طريقه، وأسلوب خاص في حياته، يعيشها بالمنظار الذي يناسبه ..
لكن أكثر مايتعب الإنسان ويرهقه، وأكثرمايهلكه ويعجزه هو أن يجعل حياته
بحراً من الهموم والآلام،لايكون هوفيها سوى زورق من الأحزان تجدف به الأوهام
وتلطمه أمواج الأيام هنا وهناك .. وكما أرادت يسير ..لايرى الساحل إلا ميناء لكل تلك
الآلام حينها يكون ذلك الإنسان قد سيطرعليه التشاؤم وشيئاً فشيئاً يفقد كل معنى الحياة
بل ويظلم تلك الحياة،لأن منظاره الأسود لايرى إلا اللون الأسود في كل شيء ينظر إليه
ذلك الإنسان تراه مستسلماً ومصاحباً لليأس، ولا مذاق عنده للحياة إلا طعم المرارة والحزن
ذلك الإحساس يجعل من في العشرين كأنه في الستين من العمر فالحياة لاتقدر إلا بسنوات
السعادة فيها ..
فيا ليت من قيدته تلك المشاعر المتشائمة أن يخلع منظاره الأسود وينظر للورود بلونها الزاهي
وللسماء بزرقتها البراقة وللحياة ببساطتها ويقتلع أشواكها بالصبر والابتسامة والرضا وحسن
الظن بالآخرين وبالحياة
حينها يعود إليه الإحساس الطيب بالحياة،ولا ينسى أن كدر الحياة وصفائها هي التي تمنح الحياة
طعماً وحساً والوجود وجوداً .
ويكفي أن نعرف أن لكل شيء نهاية مهما بلغت مبلغها، فلا بد أن تنتهي، مع ذلك يعيش الإنسان
المؤمن بربه قوياً صابراً،لايجعل من نفسه خصما سهلا يغلب أمام أقل الصعاب،
فنجد ذلك الخصم العنيد الذي يرفض الذل والمهانة يأبى إلا أن ينتصر ويقول نعم إنما الحياة مشوار

http://media.masr.me/qQiS1rni6L0