عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-02-2012, 11:07 PM
داعية مسلم داعية مسلم غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
مكان الإقامة: moroco
الجنس :
المشاركات: 29
افتراضي مجالس القران ...نور للباحثين عن الحقيقة"التدبر غاية إنزال القرآن"

إن التدبر إذن هو عمل قلبي محض، مفتوح لكل ذي قلب! وبذلك قامت حجة الله على جميع الخلق عربهم وعجمهم، خاصتهم وعامتهم!




قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق: 37).




و التدبر يعتبر بمثابة الضوء، أو الشعاع المسلط على الأشياء، تماما كما تسلط الشمس أشعتها المشرقة - في اليوم الصحو - على الموجودات، فتبصرها الأعين الناظرة.



فكذلك التدبر يكشف حقائق الآيات القرآنية، حتى إذا استنارت هذه وتلك؛ أبصرها المتدبرون, وكانت لهم فيها مشاهدات، لا تكون لغيرهم.




ولذلك قال عز وجل: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)(الأنعام:104). وقال سبحانه: ( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)(الحشر:2).







كذلك كان تدبرهم للقرآن، وكذلك كان تفكرهم في الزمان..






ففي مشهد من أَجَلِّ مَشَاهِدِ النبوة، لم يزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي في صلاته من تدبره وتفكره؛ إذْ أَرَاهُ اللهُ من أسرار مَلَكُوتِهِ ما أَرَاهُ؛ حتى بكت الأرض ببكائه عليه الصلاة والسلام!..




فقد سَأَلَ عُبَيْدٌ بْنُ عُمَيْرٍ عائشةَ رضي الله عنها، قَالَ: (أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم! قالَ: فَسَكَتَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ: "يَا عَائِشَةُ! ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي!" قُلْتُ: وَاللهِ إنِّي أُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا يسرُّكَ.. قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ! قالت :وكان جالسا فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته! قَالَتْ: ثم بكى حتى بل الأرض!




فَجَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قَالَ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟..




لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا! إن في خلق السموات والأرض الآية كلها)




(رواه ابن حبان في صحيحه وغيره, وحسنه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب)






كذلك كان تدبره صلى الله عليه و سلم؛ و تفكره. فاقرأ الآيات مرة أخرى و تدبر..




﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ. رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ!﴾ (آل عمران: 190- 191).





ومضة أمل..





"و إنني لعلى يقين لو أن الناس اليوم يُحْيُونَ هذا المسلك في النفوس من جديد، ويتداولون القرآن في المجتمع على هذا الوِزَانِ؛ لتدفقت أنهار النور على الظلام! ولكان للأمة في هذا العصر شأن آخر..! وإنه لَيَكُونَنَّ إن شاء الله! وما ذلك ببعيد..! فإنني أرى عباداً لله خُلَّصاً قد بدؤوا يرفعون راية القرآن فوق تلال قلوبهم!.. وإن نصب راية القرآن على تلال القلوب لهو: ﴿نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ.. وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ!﴾(الصف: 13).



اللهم ألهمنا مراشدنا، واسلك بنا سبيل الهدى، واجعلنا سببا لمن اهتدى!" (فريد الأنصاري، رحمه الله).








هكذا وجب أن تقرأ القرآن آية آيةً؛ اقرأ وتدبر ثم أبصر!.. عسى أن ترى ما لم تر، وتدرك من حقائقه ما لم تدرك من قبل؛ فتكون له متدبرا..!







فيا من أثقلت جراحه الخطايا...ويا من يبحث له عن نور.. ويا من يريد أن يصبح إنسانا آخر!! إنسانا على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم ,وعلى خطى الصحابة الكرام الذين عاشوا مع القرآن فصاروا جيلا ولا كأي جيل !





ها هي الطريق بين يديك , وها هو النور !!




فتجرد يا صاح, و ادخل مدرسة القرآن, تكن حقا من أهل الرحمان !





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ تَعَالَى أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ: أَهْلَ القُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ!)(صححه الألباني في صحيح الجامع)





أقبل وسترى ...باب التدبر حقّا غاية إنزال القران













مع تحيات : أسرة مشروع مجالس القرآن









رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.52 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]