عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-01-2012, 10:07 PM
الصورة الرمزية عمي جلال
عمي جلال عمي جلال غير متصل
مشرف الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: عابر سبيل
الجنس :
المشاركات: 8,753
043 احذر قلبك من الجاسوس

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
****************************



احذر قلبك من الجاسوس




سأل رجل الإمام مالك -رحمه الله- عن الغناء فقال مالك:
إذا جيء بالحق والباطل يوم القيامة ففي أيهما يكون الغناء ؟
قال السائل: في الباطل
قال مالك: والباطل في الجنة أو في النار؟
قال في النار
قال: اذهب فـقــد أفتيت نفســـــــــــــــك


قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:

الغناء هو جاسوس القلوب وسارق المروءة ، وسُوس العقل ، يتغلغل في مكامن القلوب ، ويدب إلى محل التخييل فيثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرقاعة والرعونة والحماقة ، فبينما ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القران ، فإذا سمع الغناء ومال إليه نقص عقله ، وقل حياؤه ، وذهب مروءته ، وفارقه بهاؤه ، وتخلى عنه وقاره وفرح به شيطانه وشكا إلى الله إيمانه ، وثقل عليه قرآنه... وقال رحمه الله في أهل الغناء:

تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة *** لكـــنـه إطـراق ســـاه لاهي
وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا *** والله مـــا رقصوا لأجـل الله

إن للغناء أضرار ومفاسد كثيرة:

فهو يفسد العقل وينقص الحياء ويهدم المروءة ، وهو سبب ذهاب الغيرة ونور الإيمان من القلوب ويقرب من يستمعه من الشيطان ويبعده عن الرحمن ، والغناء هو الذي أفسد الأمة وأثار الشهوات في نفوس الناس وهو الطريق الموصل إلى الزنا واللواط ، وهو الذي ألهى الأمة عن القرآن وعن الذكر وعن الطاعة وأنبت النفاق في قلوب مستمعيه وحرك البنات الغافلات والبنين الغافلين إلى التفكير الخاطىء وإلى التفكير في الفاحشة والرذيلة وأصبح الواحد منهم في ليله ونهاره غارقاً في بحر الأوهام والأماني الكاذبة والأفكار السيئة.

أدلة تحريم الغناء

إن الغناء محرم بالكتاب والسنة ، فمن القرآن قوله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان:6].
قال ابن مسعود في تفسير هذه الآية: والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء وأقسم على ذلك ثلاثة مرات.

ومن السنة ما روته عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"والذي نفسي بيده ما رفع رجل عقيرته بالغناء إلا ارتدفه شيطانان يضربان بأرجلهما صدره وظهره حتى يسكت".


وعن أنس أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من جلس إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة"
الآنك : هو الرصاص المذاب،

وقال صلى الله عليه وسلم:
"ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحــر والحـرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام من جنب علم (جبل)، تروح عليهم بسارحة يأتيهم الفقير لحاجة فيقولون إرجع إلينا غداً فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة". رواه البخاري .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى معلقا على الحديث : ومن لم يمسخ منهم في حياته مسخ في قبره
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ:
الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى،
وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ،
وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ،
وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》
زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.78%)]