الموضوع
:
المقال الثاني: إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! (1)
عرض مشاركة واحدة
#
4
26-12-2011, 11:31 PM
داعية مسلم
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Nov 2011
مكان الإقامة: moroco
الجنس :
المشاركات: 29
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه!(2)
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه
!
(
2
)
في حقيقة الوحي و صفته
لقد قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فانقطع الوحي التاريخي، أي انقطع فعل التنـزيل الذي كان في الزمان والمكان، بواسطة الملاك جبريل عليه السلام.
ولكن بقي
الوحي القرآني
، أو الوحي/القرآن!
والوحي هنا صفة اسمية من أسماء القرآن المجيد، قال تعالى: (
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ
)(الأنبياء: 45) وقال سبحانه: (
إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى
)(النجم: 4).
وقد قال أبو بكر لزيد بن ثابت رضي الله عنهما: (
إِنَّكَ شَابٌّ عَاقِلٌ لاَ نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْوَحْيَ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ
!)( رواه البخاري)
وإنما سمي القرآن "وَحْياً" لأنه نزل كذلك، قال تعالى:
(
وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ
)(الأنعام: 19).
فالوحي – كما ترى - له دلالتان: الوحي الحَدَثُ، أي النـزول الخفي من السماء، وهو سبب النبوة، وهو الذي انقطع. والوحي الصفة، وهو لا ينقطع أبداً. وعليه سمي هذا القرآن المجيد "وَحْياً".
فالمعنى الأول مصدري، أي أنه مصدر لفعل "وَحَى، يَحِي وَحْياً" ويقال "أوحى" أيضا كما هو في القرآن الكريم.
وأما المعنى الثاني فهو "الوحي" بالمعنى الاسمي لا المصدري، أي بما هو اسم من أسماء القرآن، وصفة من صفاته الجوهرية الثابتة. وهو معنى متولد من المعنى الأول؛ فلأن القرآن نزل وحيا من الله؛ صارت له تلك الصفة فسُمي: "وَحْياً"، وأصبح هذا اللفظ اسماً عَلَماً على كتاب الله تعالى.
فلك أنت تقول: القرآن هو الوحي، والوحي هو القرآن. والآيات المذكورة قبلُ دالة على هذا.
قال الإمام الطبري رحمه الله: (أما "الوَحْيُ"، فهو: الواقع من الْمُوحِي إلى الْمُوحَى إليه، ولذلك سَمَّتِ العربُ الْخَطَّ والكِتَابَ "وَحْياً"؛ لأنه واقعٌ فيما كُتِبَ، ثَابِتٌ فيه.) وعلى هذا جرت معاجم اللغة. قال صاحب الصحاح: (الْوَحْيُ: الكتابُ، وجمعه وُحِيٌّ. والوَحْيُ أيضاً: الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفيُّ، وكلُّ ما ألقيته إلى غيرك. يقال: وَحَيْتُ إليه الكلامَ وأوْحَيْتُ، وهو: أن تكلِّمه بكلامٍ تخفيه.) وفي اللسان: (والوَحْيُ: المكتوبُ، والكِتَابُ أَيضاً. وعلى ذلك جمعوا فقالوا: وُحِيٌّ، مِثْلُ حَلْيٍ وحُلِيٍّ.)
وقد يقول قائل هذه حقائق بَدَهِيَّةٌ فَلِمَ العَنَاءُ؟
أقول: نعم؛ ولكننا ننساها فنضل الطريق إلى القرآن!.. وإنما مشكلة أجيالنا المعاصرة أنها أضاعت بَدَهِيَّاتِهَا! حتى صرنا في حاجة إلى إعادة تقرير معنى "الدين" نفسه!
نعم! إن تَلَقِّي القرآن بوصفه "وَحْياً" هو المفتاح الأساس لاكتشاف كنوزه الروحية، والتخلق بحقائقه الإيمانية العظمى!
النور.. تلك هي طبيعة الوحي وصِبْغَتُهُ، وصفته الثابتة للقرآن، حقيقة جوهرية لا تنفك عنه.. والنور روحٌ، لكنه روحٌ يسري في كلمات القرآن بخفاء، وإنما المؤمنون وحدهم يبصرون جداوله الرقراقة، وهي تتدفق بالجمال والجلال!
ولكن كيف يكون هذا؟
د.فريد الأنصاري(بتصرف)
...
داعية مسلم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى داعية مسلم
البحث عن المشاركات التي كتبها داعية مسلم
[حجم الصفحة الأصلي: 16.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
16.37
كيلو بايت... تم توفير
0.61
كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]