عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18-12-2011, 06:39 PM
راغبة في رضا الله راغبة في رضا الله غير متصل
مشرفة ملتقى طب الاسنان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
مكان الإقامة: سوريا الجريحة
الجنس :
المشاركات: 4,393
الدولة : Syria
افتراضي رد: مقتطفات من حياة شخصية مثيرة ومحيرة..متجدد ان شاء الله

قام الحجاج بن يوسف الثقفي بالعديد من الأعمال العظيمة ومن أهمها في نظري عمل تدين له به الأجيال حتى الآن وهو أنه رأى اللحن يركب الألسن ... ورأى صحيح الكلام يضطرب بالقراءة دون إعجام...فأنصرف همّه رأسا إلى القرآن الكريم..كيف يحفظه...؟

كيف يحفظه أن يلحّن به اللاحنون..؟ كيف يحفظه من الألسنة التي يأخذها العوج ومتشابه الأحرف

والتصحيف...؟

المحاولة الأولى التي حاولها أبو الأسود الدؤلي...من قبل لم تفلح كثيرا في ضبط الأمر...
وفزع الحجاج...إلى كاتبه ( نفط بن عاصم الليثي ) الذي وضع له اعجام الاحرف وتنطيقها..كما وضع
له الشكل للحركات..وكُتبت المصاحف المعتمدة بالأعجام والحركات بين يديه....
وأرسلت للأمصار لتكون مصاحف الناس....

في سجله أيضا أنه ( عرّب ) الدولة في المشرق كلّه...عرّب الدواوين وعرّب النقود. ضرب الدراهم

والدنانير العربية وضبط عيار المعدن الثمين فيها...


كما ضبط المكاييل والاوزان خوف التطفيف وفي سجله ايضا انه اقبل على الموارد الزراعية

وهي اساس الخراج فوفّر لها الأيدي العاملة...

وشق عددا من الأنهر في السواد...

وأستصلح أراضي البطائح والأراضي الموات...وأقام الجسور على مجاري المياه وقدّم القروض

للمزارعين...
يقول د. شاكر مصطفى في كتابه (المظلومون في التاريخ)

الحجاج...قُل الإسم وأسكت...

إذن فسحابة من التوجس والكره تغشى العيون كأنها قطع الليل...الحجاج الغارق في الدماء حتى الأذقان...

هو أحد الرموز الدموية للظلم..كتلة من الجبروت والأرهاب الذي يخرق العظم...

كان هذا هو الحجاج بن يوسف...

يقول الكتاب ويورد...

أن بعض الرعية كتبوا له على المنبر ( قل تمتع بكفرك قليلا...إنك من أصحاب النار )

فكتب تحتها ( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور )....!!


يأتي الكتاب على ذكر الجانب الآخر من حياة الحجاج الدموية....

لقد كان الرجل أحد بلغاء العرب وخطبائهم الكبار وفي تاريخ الأدب العربي ظل كبيرا كبيرا...فهل يشفع له هذا

بشئ...؟


لم يكن عبدا للمادة...لقد كانت عمالته السنوية مثلا..500 ألف درهم وقد بقي 20 سنة واليا على المشرق كله

من العراق إلى أقصى خراسان والسند فماذا كان لديه عند موته...؟

كان لديه 300 درهم فقط لاغير...

أليس في هذا ما يلفت النظر للوجه الآخر للحجاج...؟


بني الحجاج أربع مدن ؛ إثنتين منها في فارس...وإثنتين في سواد العراق ..في موضع وسط بين البصرة والكوفة...

إحداهما كانت زينة المنطقة...وسماّها ( النيل ) وقد إندثرت...

أما الثانية فهي التي ماتزال معروفة وقائمة إلى اليوم بإسم ( واسط )....

جعل جامعه..وقصره.ذا الشعبة الخضراء في وسطها وطوقها بسورين وخندق وأقام على الطريق إلى البصرة والكوفة

أساطين على مسافات متساوية أراد أن يجعلها عليها المبلغين...

فإذا هو كبّر للصلاة في واسط..نقل هؤلاء التكبير من عمود إلى آخر حتى يكبّر الناس معه للصلاة في المصرين...

ونظّم المدينة أسواقا وأبوابا 5

وجسورا عائمة على الماء....بغداد التي بناها المنصور بعد ذلك...إنما كانت تقليدا لهذه المدينة الحجاجية....


يتبع إن شاء الله
__________________
اللهم فرج همي ..
وارزقني حسن الخاتمة..
إن انقضى الأجل فسامحونا ولاتنسونا من صالح دعائكم ..
& أم ماسة &
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.58 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]