بسم الله والصلاة السلام علي رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )
سألنا أحد الأخوة في الله عن الحكم الشرعي لمطالعة كتب السحر من باب المطالعة والمعرفة ،، وللحق أقول له أن هناك رأيان في هذه المسألة وسوف أذكرهم له ثم أذكر له رأي الشخصي :
الرأي الأول ذهب الي أن يجوز :
وفيه قالوا : الاطلاع له نوعان، اطلاع لمجرد الشغف بالاطلاع والفضول، وهذا في حد ذاته محرم ويجر المطلع لما لا يحمد عقباه، وهناك فتوى من العلامة ابن باز رحمه الله بهذا الخصوص لا يجيز فيها هذا الأمر.
وهناك نوع من الاطلاع للمتخصصين من علماء مقارنة الأديان وطلبة العلوم الشرعية والمعالجين والمحققين والباحثين الشرعيين ورجال الأمن والقضاة، تقتضي منهم الضرورة للاطلاع بمسوغ شرعي وهو دفع الضرر عن الأمة، وهو اطلاع بدون دخول في تفصيليات وتعمق في الدراسة.
واستدلوا بقول الحافظ بن حجر (وفي المسألة خلاف كثير وتفاصيل ليس هذا موضع بسطها. وقد أجاز يعض العلماء تعلم السحر لأحد أمرين إما لتمييز ما فيه كفر عن غيره، وإما لإزالته عمن وقع فيه، فأما الأول فلا محذور فيه إلا من جهة الاعتقاد، فإذا سلم الاعتقاد فمعرفة الشيء بمجرده لا تستلزم منعًا، كمن يعرف كيفية عبادة أهل الأوثان للأوثان، لأن كيفية ما يعمله الساحر إنما هي حكاية قول أو فعل، بخلاف تعاطيه والعمل به. وأما الثاني فإن كان لا يتم كما زعم بعضهم إلا بنوع من أنواع الكفر أو الفسق فلا يحل أصلاً، وإلا جاز للمعنى المذكور...).
نقلا عن فتح الباري لابن حجر، كتاب الطب / باب السحر
يقول الشيخ أبو البراء أسامة بن ياسين آل معاني حفظه الله (( يجوز للمعالج صاحب العلم الشرعي المتمرس صاحب الخبرة والدراية الاطلاع على كتب السحر في نطاق محدود لمعرفة بعض خفايا هذا العالم وللتحذير من الطرق والأساليب التي يتبعها السحرة والمشعوذون ، وما دون ذلك فلا ))
والرأي الآخر يرفض هذا رفضا" تاما واستدلوا بفتوي الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله بالآتي :
س 86 - أرجو من فضيلتكم أن تبينوا حرمة استعمال وقراءة كتب السحر والتنجيم، حيث إنها موجودة بكثرة، وبعض زملائي يريدون شراءها ويقولون: إنها إذا لم تستعمل فيما لا يضر فليس في ذلك حرمه. نرجو الإفادة وفقكم الله.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه... أما بعد.
هذا الذي قاله السائل حق، فيجب على المسلمين أن يحذروا كتب السحر والتنجيم، ويجب على من يجدها أن يتلفها، لأنها تضر المسلم وتوقعه في الشرك، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد والله يقول في كتابه العظيم عن الملكين: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ [البقرة: 102] فدل على أن تعلم السحر والعمل به كفر، فيجب على أهل الإسلام أن يحاربوا الكتب التي تعلم السحر والتنجيم، وأن يتلفوها أينما كانت.
هذا هو الواجب، ولا يجوز لطالب العلم ولا غيره أن يقرأها أو يتعلم ما فيها، وغير طالب العلم كذلك ليس له أن يقرأها ولا أن يتعلم مما فيها، ولا أن يقرها، لأنها تفضي إلى الكفر بالله، فالواجب إتلافها أينما كانت، وهكذا كل الكتب التي تعلم السحر والتنجيم يجب إتلافها.
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=nor00103 وأما عن رأي الشخصي فللأخ السائل أقول :
أعلم أخي الكريم أن الله لم يفرط في كتابه الكريم من شئ وجاء الرسول صلي الله عليه وسلم ليتمم لنا بوحي من الله ماينقصنا وما نحتاجه من علم ولم يجعل سبحانه وتعالي برحمته ومنه دواء مرضنا فيما حرمه علينا وله الحمد والمنه
ونحن نتكلم هنا عن حكم مطالعة كتب السحر وموقف الشرع الحنيف من ذلك ويحضرني في هذا المقام ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر ابن الخطاب عندما وجد في يده ورقة من التوراة فما بالك لو وجد في يده ورقة من كتب السحر العقيم
أوجد أحد من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين أحد منهم أو حكي عنهم أو عن أحدهم أنه يعلن انه يطالع كتب السحر من أجل العلم أو التعلم
لا أخفي عليك أنني طالعت في بداياتي القليل من هذه الكتب بقصد الاطلاع والبحث والفضول العلمي كما كنت أفعل عندما كنت أطالع الإنجيل والتوراة في مقارناتي بين الأديان
واقشعر بدني لما وجدت فيه من كفر بالله ورسوله وآلمني أن قد وجدت هؤلاء الكافرين بالله ورسوله يتمسحون بكتاب الله ويخلطون سمومهم الدنيئة بعسل آيات الله البريئة منهم
وجدتهم يدعون حب الله ورسوله وإتباع آياته المحكمات في الشفاء ويخفي علي الجاهل بشرع الله أن الله ورسوله بريئان منهم ومن ضلالهم
ووجدت في بعض كتبهم اللعينة طرق لاستحضار بعض من ملوك الجن الصالحين ( حسب ادعائهم ) ليعينوهم أو ليعاونوهم( حسب قولك) علي الكثير من المهام وفي العهد الذي يتخذه المحضر ويعقده بين هذا الملك من ملوك الجن ستجد أن هذا الملك يشترط عليه أن لا يأتي بفعل يخالف الشريعة المحمدية وأن لا يغتاب الناس أو أن يتكلم في حقهم بما لا يرضي الله ورسوله وأن يكون علي الدوام طاهر الثياب والبدن وأن يحافظ علي الصلوات الخمسة والنوافل
بالله عليكم بالله عليكم لو أننا نشجع علي مطالعة كتب السحر والشعوذة والدجل من منطلق الاطلاع والمعرفة وغيره من أبواب تزيين الشيطان اللعين ثم يطالع المبتدئ هذه الكتب ويجد مثل هذا العهد الشيطا ني الذي يحض علي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله من أجل أخذ العهد مع هذا الملك الجني الذي أحسبه ليس أكثر من شيطان منافق يستدرجه من حيث يعلم ومالا يعلم ونضيف عليه ماذهب اليه البعض المنادين بإباحة التعامل مع الجن من منطلق التعاون علي البر والتقوى
بالله عيكم ألا نكون ببراءة نية دفعنا الكثير والكثير من أبناء أمتنا في هذا الزمن الذي نعيش فيه من تفاهة وسطحية وبعد عن دين الله وستة رسوله ألا نكون بهذا فاتحين لأبواب الشر علي مصرعيه ونكون بهذا دافعين بهم الي التهلكة عن بينة
ألا نكون متناقضين مع ذاتنا عندما نحذرهم من مطالعة كتب السحر ثم نعود ونجوز ذلك من باب العلم بالشئ ولا الجهل به
ألا نكون بهذا معاونين للشيطان وجنده في فتح هذا الباب اللعين علي أمة الاسلام
اليس هناك قاعدة فقهية تقول (درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة ) وأي مفسدة أكبر من فتح هذا الباب الأسود
ده المثل الشعبي البسيط يقول بمنتهي البساطة (الباب اللي يجيلك منه الريح اغلقه واستريح) ولما نقول هذا والله سبحانه وتعالي يقول (واتبعوا ماتتلوا الشياطين علي ملك سليمان ) اسمع قوله (واتبعوا) من التتبع والأتباع واقتفاء الأثر ولعل أكبر السحرة وأشرهم كانت بدايتهم هي الاطلاع والفضول
والحق سبحانه وتعالي يقول (ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) وهذه هي أول خطوة يخطوها الساحر اللعين الي عالم السحر الاطلاع والفضول العلمي
والله كنت أول الناس يسعي الي حرق كتب السحر التي لديه عندما علم حرمة اقتناء مثل هذه الكتب في المنزل والشر الذي يمكن أن يحدث من جراء تواجد مثل هذه الكتب اللعينة في البيت فلانعود ونقول من بعد ذلك للناس انه لا بأس من اقتناء هذه الكتب بشرط الاطلاع وعدم الأعتقاد ولا العمل بما فيه .
أخيرا" أقول لكم ولنفسي قوله تعالي :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
أخوكم في الله الراجي عفو ربه
ابن حزم الظاهري