هيا نتعرف انواع الرياء
الرياء من جهة البدن
أن يكون من جهة البدن، بإظهار النحول والصفار،
ليريهم بذلك شدة الاجتهاد، وغلبة خوف الآخرة،
وكذلك يرائي بتشعث الشعر، ليظهر أنه مستغرق في هم الدين،
لا يتفرغ لتسريح شعره .
ويقرب من هذا خفض الصوت، وإغارة العينين،
وذبول الشفتين، ليدل بذلك على أنه مواظب على الصوم
الرياء من جهة الزي
كالإطراق حالة المشي،
وإبقاء أثر السجود على الوجه، وغلظ الثياب، ولبس الصوف،
وتشمير الثياب كثيراً، وتقصير الأكمام، وترك الثوب مخرقاُ غير نظيف .
ومن ذلك لبس المرقعة، والثياب الزرق، تشبهاً بالصوفية مع الإفلاس
من صفاتهم في الباطن . ومنه التقنع فوق العمامة،
لتنصرف إليه الأعين بالتمييز بتلك العادة .
الرياء بالقول
ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير وحفظ الأخبار والآثار، لأجل المحاورة،
وإظهار غزارة العلم والدلالة على شدة العناية بأحوال السلف،
وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس،
وإظهار الغضب للمنكرات بين الناس، وخفض الصوت وترقيقه بقراءة القرآن،
ليدل بذلك على الخوف والحزن ونحو ذلك
الرياء بالعمل
النوع الرابع : الرياء بالعمل،
كمرآة المصلى بطول القيام، وتطويل الركوع والسجود،
وإظهار الخشوع، ونحو ذلك .
وكذلك بالصوم والغزو والحج والصدقة ونحو ذلك .
المراءاة بالأصحاب والزائرين
النوع الخامس : المراءاة بالأصحاب والزائرين،
كالذي يتكلف أن يستزير عالماً أو عابداً،
ليقال : إن فلاناً قد زار فلاناً، وإن أهل الدين يترددون إليه، ويتبركون به،
وكذلك من يرائي بكثرة الشيوخ، ليقال : لقي شيوخاً كثيرة،
واستفاد منهم، فيباهى بذلك،
****
فهذه مجامع ما يرائي به المراؤون،
يطلبون بذلك الجاه والمنزلة في قلوب العباد .
ومنهم من يطلب مجرد الجاه، وكم من عابد اعتزل في جبل،
وراهب انزوى إلى دير، مع قطع طمعهم من مال الناس،
لكنه يحب مجرد الجاه .
ومنهم من يكون قصده المال،
ومنهم من قصده الثناء وانتشار الصيت .

الآن كلنا نعلم.. انه من الممكن أن نقع في الرياء بدون أن نشعر
اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والفعل
إذاً ما هو ترموميتر الإخلاص ؟
إنما نطعكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً
هل أنتظر شكراً من أحد ؟
هل أنتظر ثناءاً من أحد ؟
أنا أعمل العمل فقط
أما النتيجة فلا تهمني
فما على الرسول إلا البلاغ
صدقوني ..!! ربنا يبارك في الأعمال التي فيها إخلاص
و يجعلها تثمر..ولو بعد حين.
يكفى بالبركة في الوقت والنفس والأهل
و لا يشعر بذلك إلا المخلصين فقط
أنا أعلم أن جهاد النفس في مسألة الإخلاص صعبة جداً
و لكنه مربط الفرس
لو تعبنا الأن في مجاهدة النفس وترويضها على الإخلاص سنرتاح هناك
سنرتاح في الآخرة..في الجنة
مغريات النفس كثيرة
وأعدائنا كثر
النفس
الهوى
الدنيا
شياطين الأنس والجن
كل هؤلاء يحاربوننا حتى لا نقوم بأي عمل خيّر
ونفسنا عندما تجدنا نقوم بعمل خير
ستحاول جعلك ترائي وتعمل العمل لحظ من حظوظ نفسك و ليس لله
الفرق بين الاخلاص والرياء شعرة
ولا أحد يطلع علينا غير ربنا
فاستعينوا بالله
وادعو الله كثيراً أن يرزقك الإخلاص

الإخلاص في حياة السلف
وهذا داوود بن أبي هند
ذُكر في ترجمته أنه صام أربعين سنة
لا يعلم به أهله ، كان يخرج في مهنته ،
ويأخذ معه غداءه ،فيتوهمون أنه مُفطِر ،
فيتصدق به في الطريق ،
فيرجع آخر النهار إلى أهله فيأكل معهم .

يقول أيوب السخيتاني لأبس مسعود الجريري :
" إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة
.. إني لأمر بالمجلس .. فأسلم عليهم ..
وما أرى أن فيهم أحداً يعرفني ،
فيردون علي السلام بقوة ،
ويسألونني مسألة كأن كلهم قد عرفني ،
فأي خيرٍ مع هذا "
كان عبد الرحمن بن أبي ليلى
يصلي في بيته فإذا شَعَرَ بأحدٍ قطع صلاة النافلة
ونام على فراشه – كأنه نائم –
فيدخل عليه الداخل ويقول:
هذا لا يفتر من النوم؟! غالب وقته على فراشه نائم؟!
وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم .

اجتمع الفضيل بن عياض وسفيان الثوري
يوماً فجلسوا يتذاكرون شيئاً من الرقائق
فَرق كل واحد منهم وبكى،
فقال سفيان الثوري رحمه الله:
" أرجوا أن يكون هذا ا لمجلس علينا رحمة وبركة ".
فقال الفضيل بن العياض:
" ولكني أخاف يا أبا عبدالله ألا يكون أضرَ علينا ..
ألست تخلصتَ من أحسن حديثك وتخلصتُ أنا إلى أحسن حديثي ..
فتزينتُ لك .. وتزينتَ لي ..
" فبكى سفيان الثوري رحمه الله وقال:
" أحييتني أحياك الله ".
اللهم أرزقنا الإخلاص في القول والعمل

وصلنا للمحطة الأخيرة من درس اليوم أهم وأخطر مرحلة
وهي التطبيق العملي لما درسناه
يوجد لدينا موقفين
كثيراً ما نتعرض لهما على مدار اليوم
كيف نتعامل معها؟ كيف ستحقق الإخلاص وتروض نفسك عليه؟
والآن مع الموقف الأول:
للشباب..
أحمد و علي أصحاب..التقوا فعطلة الأسبوع بصلاة الجمعة
أحمد: وينك يا زلمة صرلي شهر ما شفتك..شو عامل هالأيام..؟
علي: و الله يا حبيب عم اجي على الجامع احفظ قرآن
أنا و ولاد عمي..
لازم انت كمان تيجي تحفظ معنا..شو هنن أحسن منا
لازم يعرفوا انه نحنا كمان فينا نكون أحسن و أفضل منهم
أحمد: إن شاء الله بفكر بالموضوع و بردلك خبر..
يلا سلام أبو الشباب
علي: سلام حبيب
سؤالي هو:
ما هو الموقف السليم الذي يجب أن يتخذه أحمد..؟!!
1-يفعل كما قال له علي و يذهب إلى دورات القرآن
لتباهى بأنه من الحفظة.
2- لا يذهب إلى الدورات أبداً.
3- يتحدث مع صديقه علي و يطلب منه أن يجددا نيتهما
و يجعلاها خالصة لله و يحفظا القرآن معاً .

الموقف الثاني للبنوتات
فرح و رغدة رايحين الحفلة عند مادلين..
فرح: شفتي يا رغدة الامتحانات كانت هتموتني
رغدة: حاسة اني كبرت عشر سنين بشهر..بس
الحمد لله هلئ نحنا خلصنا و صار فينا نعطل و نفرح بالصيفية
فرح: اي و طبعاً رح كون الأولى على دفعتي متل كل مرة
بدي اسمي يكون حديث كل الطلاب..
بدي يعرفوا مين الأذكى و مين الأشطر..
ما هو الرد السليم الذي يجب أن ترده به رغدة
1- اي و الله يا عمي مين قدك يا هيك التفكير يا بلاش
2- لا تنسي اني انا كمان شاطرة و ذكية و رح كون حديث الكل
3- ما بيصير هالكلام يا فروحة لازم انا و انت نجدد نيتنا
لله و نخلي دراستنا خالصة لوجه الله و لخدمة مجتمعنا
و ما ننتظر انه نكون حديث المدينة..الأهم الهدف
الأسمى من العلم و التفوق و هو انه نسخره لخدمة ديننا