حبل.. وعالم
حين كان شابا صغيرًا حاول أن يحفظ الحديث، حاول وحاول وحاول، لكنه فشل أن يكون كغيره من الفتيان الذين حفظوا الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لقد كاد اليأس أن يتمكن من قلبه, وكاد الفشل أن يلاحقه طوال حياته.
قرر يومًا أن يمشي بين بساتين القرية، فأخذ يمشي طويلاً واليأس قد أحاط بقلبه وعقله؛ فاقترب من بئر في وسط بستان، فجلس قربها وراح يفكر، وفي أثناء جلوسه قرب البئر لاحظ أن الحبل المعلق في دلو البئر قد أثر في الصخر الذي يحيط برأس البئر, وقد فتت الصخر من كثرة الاحتكاك صعودًا ونزولاً، إذًا هو التكرار والزمن؛ فقرر هذا الشاب أن يحاول مرة ثانية في حفظ الحديث، وعاهد نفسه أن يحفظ الحديث حتى لو كرره 500مرة، فمضى يحاول ويحاول ملتزمًا بعهده، حتى
كانت أمه تمل من تكراره وترحم حاله، ومع مرور الزمن وقوة الإصرار والمثابرة، استطاع أن يحفظ القرآن ويفتي الناس ويدرس وعمره دون العشرين، فألف التصانيف والمؤلفات الكثيرة، واستحق لقب شيخ الإسلام وإمام الحرمين.. إنها قصة الفقيه الموسوعي أحمد بن حجر الهيتمي.