
28-11-2011, 05:53 PM
|
 |
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة :
|
|
عين اليقين ...؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخشى أن يكون هذا الموضوع غير مناسب لهذا القسم , ولكن لأني أحب هذا القسم ومَــن فيه , فلذلك أرغب في وضع كل ما أكتبه هنا , فاعذروني ولا تلوموني .
نقرأ في سورة التكاثر : "علم اليقين" و"عين اليقين" فهل تدري ما الفرق بينهما ؟
علم اليقين هو أن تتيقـــن بوجود الشيئ دون أن تراه أو تسمعه أو تحس به , كما أتيقن أنا بوجود الآخرة لكني لم أرها , وكما أتيقن بوجود مدينة القاهرة و بغداد ولكني لم أرهما.
أما عين اليقين فهو أن تعيش الشيئ وتحس به , فتسمع وترى .
وقديما قالوا :
ولأن عين اليقين يختلف عن علم اليقين حدث ما يلي :ـ
يحكى أن فتاة شابة أثناء عودتها إلى بيتها ضربت عاصفة قوية من الرياح والأمطار, فضلت الطريق ودخلت بيتا غير بيت أهلها .
فجدت هناك رجلا يقرأ أو يكتب على ضوء شمعة , وجدته وحيدا في البيت لا زوجة ولا أمة .... , فاستقبلها ورحب بها وأجلسها مجلس الإكرام بل قدم لها الفراش لتنام .
بقيت معه تلك الليلة , ولكنها لم تنم ولم تفكرأن تنام ربما بسبب الخوف من هذا المقام .
وهو أيضا لم ينم , طبعا ليس بسبب الخوف , وإنما لسبب آخر, ولذلك استمر في القراءة .
وكم كانت دهشتها عظيمة حين رأته يقدِّم أحد أصابعه من الشمعة فيحرقه .
ثم بعد فترة قدَّم أصبعا ثانيا وقام بنفس العملية , وهكذا ما إن أتى الصباح حتى كان قد أحرق أصابعه العشرة .
ولما أطل ضوء النهار فتح لها باب الدار , فتوجهت مسرعة إلى بيت أهلها والحيرة تملأ قلبها .
وبمجرد أن وصلت سألوها : ويلك ! أين كنت البارحة ؟
فحدثتهم خبرها وخبر الرجل الذي كان معها .....
ـ ويلكــي! كنتما وحدكما في تلك الدار ؟ وهل ظلمك ... هل... هل ؟؟؟
ـ قالت : لا , أبدا , لم اسمع منه سوى " ادخلي" حين دخلت و" اخرجي" حين خرجت .
غير أن ما حيرني منه أنه في كل مرة يحرق أحد أصابعه على الشمعة , حتى أنه لم يُـبق أصبعا إلا أحرقه .
دلتهم على بيته فذهبوا لزيارته وشكروه على ضيافته.
وهناك رأوا فعلا أطراف أصابعه قد مستها النار, فسألوه ـ سؤالا فضوليا ـ لماذا كنت تحرق أصابعك تلك الليلة أيها السيد الكريم ؟
فقال : لقد كنت شابا أعزبا , وكانت هي في غاية الجمال , وكان الشيطان في كل مرة يوسوس لي أن أراودها عن نفسها , فأضع أصبعي في النار, حتى أحس بالنار, وأعرف عين اليقين ما هي النار .
فليس من سمع بأن يوم القيامة هناك نارا كمن جـربها فعلا .
يقال إنهم بعد ذلك زوجوها له , وعاشا سعدين في هناء ومحبة , وصفاء ومودة .
وهكذا من صبر على شيئ في الحرام فإن الله ييسره له في الحلال.
وفي الحديث :ـ ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )
و " من استعجل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه " .
هل من تعليق لديكم ؟
إني في انتظاركم .
وعلى الخير والمحبة والتناصح نلتقي دوما إن شاء الله .
والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|