عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13-11-2011, 07:35 PM
راغبة في رضا الله راغبة في رضا الله غير متصل
مشرفة ملتقى طب الاسنان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
مكان الإقامة: سوريا الجريحة
الجنس :
المشاركات: 4,393
الدولة : Syria
افتراضي رد: التقدم العلمي والإنحطاط الفكري

السلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته
بدايةً أحيي أخي صاحب الأطروحات الجميلة والتفكير المنطقي والخلق العالي زارع المحبة..-أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله-
وقبل أن أبدأ بالنقاش بالموضوع اسمحوا لي أن أحيي ابنتي الغالية صاحبة القلب السمح الزهراء
فكلامها كالماء العذب المثلج في يوم صيفي حار يجري في البدن باعثاً على الانتعاش ومضفياً جواً من السعادة وراسماً البسمة على الشفاه مع مقاربته للحق والصواب
وبعد:
في هذا الموضوع تذكرتُ قول الله تعالى:
(إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ)
فالعلماءُ هنا فاعل مرفوع
أي الأصل ان أكثر الناس خشيةً لله هم العلماء لأنهم يدركون أكثر من غيرهم عظمة الله في الكون فقد لمسوها بعلمهم وبالتالي يفترض ان يكون هؤلاء أحسن الناس أخلاقاً بسبب خوفهم من الله
ولكن مايحدث الآن أن حصول الانسان على الشهادات العالية يجعل الكثير من أصحابها يتكبرون على الناس ولسان حالهم يقول كما قال قارون
(إنَّمَا أوتِيتُهُ على عِلْمٍ عِنْدي)
وينسى هؤلاء الناس ان الله يؤتي العلم من يشاء ومن الممكن ان ينزعه منه متى يشاء وما أوتيتم من علمٍ الا قليلا وايضا ان فوق كل ذي علمِ عليم
وقد ذكر الله لنا عبرة في هذا المجال في قصة موسى مع الخضر حيث كان نبينا موسى عليه السلام كليم الله وقد أتاه الله العلم والحكمة وكان يخطب مرة في بني اسرائيل فسأله أحدهم هل على الأرض من هو أعلم منك فقال موسى :لا ظانا ذلك فعاتبه الله على ذلك لأنه لم ينسب العلم لله وقال له الله ان لي عبدا أعلم منك تجده في مجمع البحرين وهو رجل بسيط جدا -الخضر-
نبينا موسى بالرغم من مكانته عند الله وقدره فقد تحلى بحسن الخلق وقال للخضر بكل تواضع
هل أتبعك على أن تعلمني مما عُلِّمتَ رُشدا
ستجدني صابراً ولا أعصي لك أمرا
هذا هو حسن الخلق
عرض موسى ان يتبع الخضر ولا يعصي أوامره رغم انه كماهو مفروض وكما نعتقد -والله اعلم -ان موسى أعظم شأناً منه
أظن في هذه القصة عبرة كبيرة لكل المتعلمين يأخذون فيها درساً في التواضع وحسن الخلق ,والا فالله سبحانه وتعالى كان قادراً ان يعلم موسى دون وسيط الذي هو الخضر سلام الله عليه
الأمر الآخر الذي أريد الحديث عنه
هو أن الشهادات العالية والتفوق العلمي لاعلاقة له بالثقافة وبالمستوى الفكري
كما قالت صاحبة القلب السمح ,ان من المتعلمين من لايجيد ان يتكلم كلمتين نافعتين في المجتمع
ولكن لاننسى ان هذه ليست قاعدة عامة
أظن مجتمعاتنا الاسلامية تعج بالكثير الكثير من المتفوقين في العلم وفي نفس الوقت متفوقين في الثقافة والتفكير ويتميزون بالأخلاق الحميدة
أما بالنسبة للغرب فوصولهم الى مستوىً علميٍّ عالٍ فهو نتاج لقول الله تعالى
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ}
الله سبحانه وتعالى لايضيع تعب انسان فهم يبذلون جهدهم في العلم والعمل لذا يحصلون على ناتج تعبهم ولكن بما أن الدنيا هي كل همهم فليس لهم نصيب في الآخرة
كما أنهم بسبب ابتعادهم عن الله وصلوا الى أعلى المراتب بالانحطاط الخلقي والفساد
كما ذكر أخي زارع وأورد الآية الكريمةعن ظهور الفساد في الأرض وفي البحر
على عكس المؤمنين وخاصة في عصور حضارتهم التي ذكرتها أخي زارع حيث زاد الله في حرثهم في الدنيا وبلغوا أعلى المراتب وكذلك في الآخرة لهم النصيب الأوفر

أما عن المسبب لهذه المشكلة فكما ذكرتم جميعا
البيت-المدرسة وكذلك الحكومات البعيدة عن دين الله
هم المسؤولون عن هذه المشكلة على أن الله ميز الانسان بعقله وجعله مسؤولاً عن تصرفاته وعليه اصلاح نفسه وعدم القاء اللوم على الآخرين
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا مما لانعلم وأن يؤتينا علماً ننتفع به في حياتنا وبعد مماتنا وأن ننفع الناس به وان يفقهنا بالدين وان يجعلنا ممن يجمعون بين العلم وحسن الخلق والإخلاص في القول والعمل اللهم آمين دعواتي هذه لي ولكم جميعاً وصلى الله على نبينا محمد خير المتعلمين وأحسن الناس أخلاقا وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله
__________________
اللهم فرج همي ..
وارزقني حسن الخاتمة..
إن انقضى الأجل فسامحونا ولاتنسونا من صالح دعائكم ..
& أم ماسة &
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.92 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]