عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-10-2011, 01:45 AM
الصورة الرمزية القلب السمـح
القلب السمـح القلب السمـح غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
مكان الإقامة: ...
الجنس :
المشاركات: 2,532
63 63 موضوع خطير الكل مجبور يقراه..

انهم حولنا بل بيننا .

انهم في كل مكان .

يخالطوننا .

يصاحبوننا .

يعيشون معنا .
لا ادري ان كان وصف الوجهين كافي ,لانني اعتقد أن بعضهم لديه صفة اللاتعددية بالوجوه .

فهم عندما يخالطونك ,في أول فترة تجدهم اقرب ما يكون لقلبك وكلامهم موزون ومنمق ,بالنصح هم الملتجأ اليهم للنصيحة , وفي امور الدنيا والدين هم من يطلب منهم المشورة .وهلم جره في باقي امور الحياة هم على هذا النهج وهذا المنوال.
اذاً فهم يعتبرون المثال الذي يحتذى به في الصداقة وهم القدوة لنا كباقي الأناس الآخرين الذي نعتبرهم قدوة لنا ايضاً .
ولكنهم وعلى عكس ذوو الوجه الواحد والعقل المتزن والواعي لم يصلوا الى درجة الفهم الكامل لهذه الحياة ولم يتعمقوا في سر دينهم وسر وجودهم الدفين في صدورهم .
فعندما يختلي المرء منهم بعيداً عن الأشخاص الذي له مصلحة دنيوية معهم تجده ابعد الناس عن دينه وحتى ان بعضهم يخرج عن حدود الوعي العقلي والجسدي .
فتجده بين اصدقاءه -الذين يعرفون تعددية وجوهه- يسب ويشتم بل قد يتلفظ بالفاظ الكفر والعياذ بالله . وعندما يفور غاضباً تجده نسي الاحاديث التي رددها ونصح بها غيره من قبل ليصبح اسوأ منهم في تلك اللحظة, ويتخبط كالبهائم في وجه من يقوم بنصحه- لانه يعتبر نفسه قد وصل لمرتبة الكمال في علمه- ..فأنا الناصح للناس كيف تنصحوني !
وهنا اتذكر بيتاً من الشعر ينطبق تماما على هذا الشخص .


اتنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم


واكثر من تجده يعاني منه هم اقرب الناس اليه ومن يعرفونه حق المعرفة كأهله او جيرانه او حتى اقرب خلانه .فنصائحهم لا يوجد لها اي مستقبل عند ذو الوجوه المتعدده . فكل ضمائره وجوارحه قد ماتت ليحل مكانها الظلام الدامس والتصرفات الشيطانية

المؤمن الكيس الفطن هو من يعاتب نفسه اذا اخطأ ويتوب الى خالقه ويعتذر الى من اساء اليه وينوي ان يزيل كل الأقنعة عن وجهه ويظهر الوجه الصحيح للشخصية المؤمنة .فكلنا نخطئ وكلنا معرضون لان نقع في امر خاطئ قمنا بنصح غيرنا عن الوقوع فيه .
فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ).
فهل يعقل أن أكون انا الناصح وعندما أقع بالخطأ لا اتقبل النصيحة ! بل اعاتب واسابب !
انما كانت هذه من صفات المنافقين الاولى ومن تغلغل الشيطان في النفوس وتعالينا على غيرنا . فعلينا بالدواء لهذا الداء الا وهو بالعودة الى ديننا .فما اضعفه الا بعدنا عنه .
__________________

قَلْبي هُوَ الْمُزْنُ لا حِقْدٌ يُلَوِّثُهُ..وهوَ الرَّبيعُ بأَزْهارٍ وَأَنْداءِ

بَذَلْتُهُ لِلْوَرَى طُرّاً فَمَنْهَلُهُ..عَذْبٌ سَخِيٌّ لأَحْبَابي وَأَعْدائي


وَعِشْتُ لِلْحُبِّ أُغْليهِ وأُكْرِمُهُ...فَوْقَ الصَّغَائِرِ مِنْ حِقْدٍ وأَهْواءِ
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.33%)]