[ماسة الجنة]

يوميــات مسلم ( 4 ) .. من غشّ فليس منّـــا ...

عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة و الربع ظهرا ، بعد ربع ساعة صلاة الظهر ،
أنهى عمر صلاته، و توجه إلى ممر القاعات في الجامعة ..

وقف ضمن الكثيب الهائل من الطلبة ، سلم عليهم بابتسامة عذبة ، أوقفه تصرف أحد أصدقائه على مقربة منه ..

خالد : أها ، دقيقة و احدة ، لكن ركز معي !

عمر : كيف حالك يا حج ؟

خالد : الحمدلله ، عمر إليك عني دقائق ، سانهي ما ورائي و أعود إليك ...

عمر : ما هذا الذي تفعله ؟

خالد :كما ترى ، أحد الصحب في الداخل ، عصلجت في يديه بعض المسائل و القوانين ، وليس من الشهامة أن أتركه في هذا الوقت !

عمر : ما الذي تفعله يا خالد ؟؟؟؟

خالد ( راسما على ثغره ابتسامة رضى ) : الصديق وقت الضيق ... قلت لك دقيقة و أعود إليك !

عمر : الصديق وقت الضيق ؟! ألم يدرس صاحبك ؟

خالد : أنتَ تعلم أننا هذه الأيام ، لا نكاد نفرغ للدراسة ، كل شيء يأتي فجأة ! ثم من منا يرفض الحسنات يا شيخ j ؟

عمر ( بابتسامة أظهرت نواجزه ) : لستُ شيخا ، يا حبيب ! لكن لم تخبرني .. أتجني حسناتك دائما بهذه الطريقة ؟ أتراك تعلم أن من غش فليس منا ؟!
كيف سيُبْنى مجتمع و تُبنى دولة إن كان أساسها غشا

خالد ( ناظرا إلى عمر بخجل ) : عمر أرجوك ، لا تشعرني بالذنب ! كل ما في الأمر ، أن احد الأخوة طلب مني مساعدة ، لا يمكنني رده !

عمر : خالد ، ألا ترد طلب مخلوق و تعصي أمرا من الخالق ؟! أتجعل الله أهون الناظرين إليك ؟

أمسك خالد بذراع عمر ، قائلا : أستحلفك بربك ، يكفي ، لا أريد أن أشعر بالذنب

ترك خالد الكتاب ، مقفلا هاتفه ، متوجها مع عمر إلى محاضرتهما ... معلنا بذلك نهاية المشهد !