من أسرار اللغة العربية وبلاغتها( 39 )
نقلا عن كتاب فقه اللغة وسر العربية وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة تأليف الإمام اللغوى أبى منصور عبد الملك بن محمد الثعالبى رحمه الله ( 350- 430 هجرية )
وموضوعاتها :
1- فصل في إقامة الإسم والمصدر مقام الفاعل والمفعول
- تقول العرب: رجل عَدْل: أي عادل، ورِضاً: أي مَرْضِي، وبنو فلان لنا سَلْم: أي مسالمون، وحَرْب: أي محاربون. وفي القرآن: "ولكنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ"، وتقديره: ولكن البِرَّ بِرُّ من آمنَ بالله، فأضمر ذكر البر وحذفه.
2- في ذكر ضروب الحيوان
(في تَفْصِيلِ أَجْنَاسِها وأوْصَافِهَا وجُمَل منها)
الأنامُ مَا ظَهَرَ على الأرْضِ منْ جَمِيعِ الخَلْقِ
الثَّقَلاَنِ الجِنُّ والإنسُ
البَشَرُ بَنُو آدَمَ
الدَّوابُّ يَقَعُ عَلَى كُلِّ ماش على الأَرْضِ عامَّةً، وعَلَى الخَيْلِ والبِغَالِ والحَمِيرِ خَاصَّةً
النَّعَمُ أكْثَرُ ما يَقَعُ على الإبِلِ
الكُرَاعُ يَقَعُ على الخَيْلِ
العَوَامِلُ يَقَعُ على الثِّيرانِ
الماشِيَةُ تَقَعُ على البَقَرِ والضَّائِنَةِ والماعِزَةِ
الجَوَارِحُ تَقَعُ على ذَوَاتِ الصَّيدِ مِنَ السِّبَاع والطَّيْرِ
الضَّوَارِي تَقَعُ على ما عُلِّمَ منها
(في الحَشَرَات)
الحَشَراتُ والأَحْرَاشُ والأَحْنَاشُ تَقَعُ على هَوَامِّ الأَرْضِ
وَرَوَى أبو عَمْرو، عَنْ ثعلب ، عَنِ ابْنِ الأعْرابيّ: أَنَّ الهَوَامَّ ما يَدُبُّ على وَجْهِ الأَرْضِ
والسَّوَامَّ ما لَهَا سُمٌ ، قَتَلَ أوْ لَمْ يَقْتُلْ
والقَوَامَّ كالقَنَافِذ والفَأْرِ واليَرَابِيعِ وما أشْبَهَهَا.
(في تَرْتِيبِ الجِنِّ)
قَالَ: إِنَّ العَرَبَ تُنَزِّلُ الجِنَّ مراتِبَ
فإِنْ ذَكَرُوا الجِنْسَ قالوا: الجِنُّ
فإنْ أَرَادُوا أَنَه يَسْكُنُ مع النَّاسِ قالوا: عامر والجَمْعُ عُمَّار
فإنْ كَانَ مِمَّنْ يَعْرِضُ للصِّبْيَانِ قالوا: أرْوَاحٌ
فإن خبثَ وتَعَرَّمَ قالوا: شَيْطَان
فإذا زَادَ على ذلك قالوا: مَارِد
فإذا زَادَ عَلى القُوَّةِ قالوا: عِفْرِيت
فإنْ طَهُرَ وَنَظُفَ وَصَارَ خَيْراً كُلَّهُ فَهُوَ مَلَكُ.
(في تَرْتِيبِ صِفَاتِ المجْنُونِ)
إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَعْتَرِيهِ أَدْنَى جنُونٍ وَأَهْوَنُهُ ، فَهُوَ مُوَسْوَس
فإِذَا زَادَ مَا بِهِ قِيلَ: بهِ رَئِيّ منَ الجِنِّ
فإذا زَادَ على ذلكَ ، فَهُوَ مَمْرُورٌ
فإذا كَانَ بِهِ لَمَمٌ وَمَسَّ مِنَ الجِنِّ ، فَهُوَ مَلْمُومٌ ومَمْسُوسٌ
فإذَا اسْتَمَرَّ ذَلِكَ بِهِ ، فَهُوَ مَعْتُوهٌ وَمَأْلُوق وَمَألُوس
وفي الحديثِ: (نعُوذُ باللّه مِنَ الألْقِ والأَلْسِ)
فإذا تكامَلَ ما بِهِ منْ ذَلِكَ ، فَهُوَ مَجْنُونٌ.
3-واليكم موضوع كتبه المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة
ركوب الهوى وطاعة الأماني الكاذبة والآراء الفاسدة
قد ركب أضاليلَ الهوى، وأباطيل المُنى، وأحاديث النفوس الكواذب، وَوَسَا ِوسَ الآمال الخوائب، هيهات ما أضلَّ ذلك من رأْيٍ وأسوأََه من اختيار وأَبعدَه من سَدادٍ وصواب، وأخلقه بعائِدِة وبالٍ ونَكال. يفتلُ في حبل المنى غارباً وذُرىَ، ويخبط خبطَ العَشواء سَبْراً وسُرىً. قدَّر أنَّ مَغْمَزَ رأينا يَلينُ له، وأيديَ انتصارنا تقصر عنه، فركب رأسه، وأطاع وسَواسه. يتمنَّون الأَماني الكاذبة، ويظُّنون الظنون الخائبة. وقد غرَّته نفسُه، وكذَّبه أمله وحسُّه. حسب أنه يُزاحمُ لُيُوثَ الشَّرى، بنَعام القُرى، وآسادَ الغابة، بأعيار العانة. تآمروا بنجوى الضلالة، وتردَّدوا في كواذب الآمال. رَعَوْا مَراتعَ الظنُّون، ولم يَرَوا مَطالِع المَنُون.
والى اللقاء الحلقة القادمة الجمعة بإذن الله