رد: الي كل امراءه هل ستفعلي ذلك والي كل رجل ماهو رايك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختنا الكريمة ومشكورة على طرحك
سأتحدث عن نفسي وأضع نفسي وضعية ذاك الذي تقدمت إليه فتاة وطلبت منه الزواج بداع أنها أعجبت به،موقفي هو أنني سأحكم على هذه الفتاة بقلة أدب وقلة حياء وكيف لي أن أقبلها زوجة وتجرأت هذه الجرأة يعني هذا أن مخالطتها مع الشباب والتحدث إليهم بطلاقة وبكل حرية وربما حتى الإختلاء معهم عندها شيئ عادي وبالتالي تكسر عندها جدار الحياء والوقار والحشمة وهذا من الأوصاف الرئيسية التي يجب أن تكون في الزوجة الصالحة...وكما تجرأت وعرضت نفسها علي بهذه الجرآة فهي في الغالب سبق وأن أعجبت بآخرين قبلي وعرضت عليهم نفسها.
وهذه التي تزعم أنها معجبة بهذا الشاب أين هي من قول ربنا "قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن".
بالمقابل لا يزعم شاب(الملتزم المتخلق) على مثل هذا التصرف وتجده فعلا مقبل على الزواج ويبحث عن زوجة وإذا وقعت عينه على فتاة أو أخبر بها يختار الطريق الذي يوصلها إليها دون أن يخرجه هذا عن التزامه ووقاره وحشتمه .
ليس كل ما يعجب وتهواه النفس نطيعها فيه ونسعى لتحقيقه لها وإلا فسنكون عباد الهوى والعياذ بالله وهذا نبي الله داود عليه السلام يخاطبه ربه عز وجل "ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله" وفي آية أخرى "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" فالخوف من مقام الله ونهي النفس عن الهوى وجهان لشيءٍ واحد قوامه الورع والتقوى في الذين آمنوا.فحرية النفس تنتهي عند حدود الله عز وجل وما أمر به ونهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم .إذا تجاوزنا هذا الحد وأطلقنا العنان للحديث فحدث ولا حرج ولك أن تضرب الأمثلة بالمسلسلات الساقطة(التركية) والأفلام الهابطة التي عمت البلوى بسببها والتي خرب البيوت وهدمت الأخلاق وأذهبت الحياء وأفسدت على الشباب دينهم ولا حول ولا قوة إلابالله.
وقبل أن أنهي مداخلتي أشكر الأخت راغبة في رضا الله على مداخلتها وضربت المثل بأروع القصص في هذا الباب...
أمنا خديجة رضي الله عنها وهي تريد الزواج بمن ؟ بأشرف الخلق خلقا وخُلقا صلى الله عليه وسلم فهي رضي الله عنها لم تخطبه لنفسها بنفسها بل أرسلت إليه صلى الله عليه وسلم صديقتها نفيسة تكلمه عليه الصلاة والسلام في الأمر والقصة معروفة في السيرة النبوية الطاهرة.
وأيضا قصة الرجل الصالح (أو نبي الله ) شعيب مع نبي الله موسى عليه السلام تضرب لنا أروع القصص في الورع حتى أن التي جاءت إلى نبي الله موسى تكلمه جاءت على استحياء،ووصفها القرآن الكريم باستحياء وهو أبلغ وأرقى درجة الحياء ،وكما في الآية الكريمة " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك..." إلى آخر الآيات ولطيفة جميلة هنا هو أن كلمة "استحياء" جاءت بين "تمشي" و "قالت "،والحديث يطول في هذا الجانب من قصة نبي الله موسى عليه السلام ولا يسعنا أن نتكلم عن ورعه عليه السلام وكيف كان يحدثهن حتى وصفته إحداهن لأبيها بالأمين .
وأيضا الصحابة رضي الله عنهم كانوا هم من يعرضون بناتهن على من يرون فيه الصلاح والتقوى .
وأخير أستسمح على الإطالة ونسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ويرد بنا ردا جميلا وينفعنا بما علمنا من ديننا وأسغفر الله العظيم من كل ذنب
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|