السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا , لن أكتب أي حرف ولن أقول أي كلمة قبل أن أحيّي أختي الفاضلة ومشرفتنا الكريمة ورد جوري , حيث أنها شجعتني على أن أتواجد بهذا القسم من جديد , فإليك مني خالص التحية والسلام والإكرام .
يحكى أن أعرابيا كان مسافرا , فوجد على الطريق عودين أحدهما ملقى على الأخر( أي متقاطعين) واصل سيره وبعد مدة وجد حبّات تمـــر ملقاة على الطريق أيضا .
فقال (في نفسه) : إن العودين الذيْـــن صادفتهما آنفا يمثلان حرفي لام وألف متقاطعين أي :" لا " فهما نهي .
وأما كلمة تمر فمعناها تمُــــرّ
فالمعنى الكُـلي هو : " لا تمـُــــر" أي نهي عن المرور .
فرجع من الطريق وألغى سفره بسبب هذا التشاؤم أو هذا التفسيرالمتشائم للأشياء والأحداث .
تلكم هي القصة وأود أن أعلق[1] عليها فأقول:
لعل من المهم أكثر أن نعلم أن هذا التشاؤم أو التطير محرم شرعا ومرفوض عقلا ومنطقا لأنه أولا يستند إلى أوهام وليس إلى حقائق , وكلٌ من الشرع والعقل يرفض الأوهام , ولا يسلم إلا إلى الحقائق الثابتة .
ثانيا ان التشاؤم أو التطير يسبب للانسان القلق والوساوس ويثبطه عما يريد القيام به .
وبعكسه التفاؤل فهو محبوب ومرغَّب فيه , لأنه يشرح الصدر وينشط الانسان ويرغب في العمل .
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم :
"يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة[2] " ولذلك في قصة صلح الحديبية عندما أرسلت قريش سُهيل بن عمروا للتفاوض استبشر النبي صلى الله عليه وسلم وتفاءل باسم سهيل وقال - متفائلاً :
( لقد سهل لكم أمركم ) . صحيح البخاري ( 2732 )
وفعلا كان الأمر كذلك وانتهى الأمر لصالح المسلمين دون قتال حتى أنزل الله بشأن ذلك سورة من القرآن الكريم بدايتها :
" إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ......."
ويروى في الحديث : " تفاءلوا بالخير تجدوه "
تلكم هي القصة أو النكتة , وذلكم هو تعليقي عليها فما هو قولكم أنتم ؟
دمتم في رعاية الله وحفظه .
والســـــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 6
[1] ) لأني ـ كما تعلموني ـ أحب التعليق والنقاش والحوار.
[2] ) صحيح ابن حبان رقم : 6121