عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14-08-2011, 05:02 AM
الصورة الرمزية سامية الحرف
سامية الحرف سامية الحرف غير متصل
عبير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
مكان الإقامة: اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة بدون حساب ولا عذاب آمين يا رب العالمين ....
الجنس :
المشاركات: 12,063
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: أنا مستعجلة ارجوكم بسرعة

هنا سائلة سألت الشيخ وليد العبري...وتقول:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه

-لدي أفكار سيئة جدا و لكن لا أستطيع التخلص منها لدرجة ينتابني الخوف من أموت على ملة غير الاسلام أو على كبيرة من الكبائر
هل نحاسب على أفكارنا إذا بقيت بين أنفسنا فقط ؟

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وحفظك المولى عز وجل

----------------------------------


الإجابة:

وعليكم السلام ورحمـة الله وبركاته
ثبت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ)). وفي لفظ : (( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ)).
فعليه كل ما دار في الصدر من خواطر سيئة لا يؤاخذ العبد فيه، إذ في ذلك مشقة لا تخفى.
قال ابن القيم رحمه الله في الإعلام: ( فَإِنَّ خَوَاطِرَ الْقُلُوبِ وَإِرَادَةَ النُّفُوسِ لَا تَدْخُلُ تَحْتَ الِاخْتِيَارِ ، فَلَوْ تَرَتَّبَتْ عَلَيْهَا الْأَحْكَامُ لَكَانَ فِي ذَلِكَ أَعْظَمُ حَرَجٍ وَمَشَقَّةٍ عَلَى الْأُمَّةِ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَحِكْمَتُهُ تَأْبَى ذَلِكَ)
لكن هنا تنبيهات مهمة:
الأولى: أن لا يسترسل العبد مع تلك الخواطر السيئة، فإنها تنمو ويذكيها الشيطان بحطبه فتصبح بعد ذلك همة ثم أقوالا أو أفعالاً.
وعلاجها أن يراقب الله في خواطره وما يرد على القلب منها، ويستحي من نظر الله إليها فإن القلب محط نظر الله لأنه مسكن العبودية والمحبة والخشية وإلانابة.
الثانية: قولك (أموت على غير ملة الإسلام) كأنك تشيرين إلى الوسوسة الكفرية، اعلمي بارك الله فيك أن الوساوس الكفرية لا تأتي إلا عند صاحب الدين (المؤمن )كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه
: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه ؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان))
وفي لفظ: ((الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة))
وفي معنى (صريح الإيمان) قولان ذكرهما ابن القيم:
أحدهما: أن رده وكراهيته صريح الإيمان.
والثاني: أن وجوده وإلقاء الشيطان له في النفس صريح الإيمان فإنه إنما ألقاه في النفس طلبا لمعارضة الإيمان و إزالته به.
وكلاهما موجود عندك أيها الأخت الفاضلة فأنت تردين وسوسته وتكرهينها ، ولم يلقه الشيطان إلا ليعارض به إيمانكم واستقامتكم، ولذا لا توجد هذه الوسوسة الكفرية عند الفسقة لأنحرافه إذ لو ألقاها إليه لتنبه.
الثالث: أن يعلم العبد أن هذه الوسوسة الكفرية من الشيطان لا منه هو لأن سبب تعب العبد منها أنها يظنها من نفسه وهو ما يطمع الشيطان في توصيله لإضلال العبد فيقول: "الفاسق أفضل منك لأنه لا يصدر منه ما يصدر منك" فينحرف العبد بعدها، وإنما لا تأتي هذه الوساوس عند الفسقة لخراب قلوبهم.
ودليل أن هذه الوسوسة الكفرية منهم لا منك أن العبد يكرهها تلك الوساوس ويصيبه الحزن وما ذلك إلى لمحبته الشديدة لله ولو طلب منه الحلف بالله هل أنت صاحب الوسوسة لأبى مما يدل على أنه من شيطان رجيم.
الرابع: أن يأخذ العبد الأسباب في قطعها وهو أن ينتهي من الاسترسال ويستعذ بالله من الشيطان ويقول: (آمنت بالله ورسوله) وقد يزيد الشيطان بعدها حتى يقنع العبد أنه لا فائدة من هذا الذكر لكن ليستمر العبد عليه فلو كرر وسوسته في اليوم ألف مرة فليقلها الف مرة ولو امتد به الوقت إلى أكثر من شهر أو ثلاثة لكنها لا تطول إلى أكثر من أربعة أشهر فإن هذا الذكر يقطعه بإذن الله.
حفظكم الله من كل سوء ومكروه أنه ولي ذلك والقادر عليه.
__________________
،،
اللهم ابن لي عندكــ بيتًا فالجنة لا يزول
وعوضني خيرًا ممافقدتــ
اللهم إني صابرة كما أمرتني فبشرني كما وعدتني
قد أغيب يومًا ،، للأبد فلا تنسوني من دعواتكم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.02%)]