السلام عليكم
أختي الكريمه حياكم الله
لقد خضت في بحر أهوج يحتاج لسبَّاح ماهر ليغوص فيه ويستخرج مكنونه وجواهره وإلا فسيلقى من خلاله حتفه وهلاكه...
فاللسان هو أخطر جارحة في الإنسان ، فهي ترجمان قلبه ، وكاشف صلاحه أوعيبه
ولذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أحاديث كثيرة من شرور اللسان ونصح أمته من أعطابه ومهالكه
وجعل إمساكه هو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة
فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ما النجاة ؟
قال : أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وأبك على خطيئتك "
( رواه الترمذي وحسنه )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذَا أَصبَحَ ابنُ ءادَمَ فإنَّ الأَعضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللّسَانَ
فتَقُولُ اتّقِ اللهَ فِيْنَا فإنَّمَا نَحنُ بِكَ فإنِ استَقَمتَ استَقَمنا وإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا"رواه الترمذي والبيهقي.
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان
وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا
وأنعم عليه نعماً كثيرةلا تعد ولا تحصى
ومن أجل تلك النعم وأرفعهاقدرا
وأعظمها أثراً نعمة اللسان ,
وهي نعمة موجودة في الإنسان كما هي موجودة في الحيوان .
إلا أن خاصيتهاعند الحيوان ربما لاتتعدى تحريك الطعام وتقليبه .
أما الإنسان فإن الله أكرمه بالقدرة على الكلام
فهوينادي البعيد
ويناجي القريب
ويبث شكواه ويعبر عما في نفسه
ويدفع عن نفسه .
ولايعرف قدر هذه النعمة إلا من حرم منها.
.وكل نعمة لابد لها من شكر,
وشكر هذه النعمة أن تسخر فيماخلقت له ,
وهوذكر الله سبحانه وتعالى وتهليله وتمجيده .
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والدعوةإلى الله سبحانه وتعالى وغير ذالك من أعمال الخير.
فعن معاذ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أحب الأعمال إلى الله أن تموت
و لسانك رطب من ذكر الله.
فإذا سخرها المرء لهذا الأمر
فإنه يكون قد وقى نفسَه شرَّ لسانه
وربح خيرا كثير ا في الدنيا والآخرة.
وأماإذاأساء الإنسان توظيف لسان
فأطلق له العنان فيما حرم الله تعالىكالكذب والغيبة والنميمة
والفحش والطعن في الأعراض
وغير ذالك
فإنه يكون بذالك قد عرض نفسه لغضب الله تعالى
ومقته وحرمها خيرا كثيرا نسأل الله السلامة والعافية.
موضوع رائع وشيّق بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
وفقكم الله
ودمتم بحفظه ورعايته