وعدت بحمد الله لأكمل حديثى معكم
إن من أوجب الواجبات على شباب المسلمين العقيدة السليمة من كل البدع والخرافات والشرك ..
قال تعالى ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
وقال سبحانه ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )
وقال تعالى ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (
ولقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد بأنواعه الثلاثة :
توحيد الربوبية : وهوالإقرار بأفعال الرب من لخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة إلى غير ذلك من أفعاله سبحانه وقد أقر به المشركون بمكة وإقرارهم حجة عليهم لأنه يستلزم توحيد العباة كما قال تعالى :
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ )
ولم يدخلهم هذا الإقرار في الإسلام لعدم إخلاصهم العبادة
لله وحده لا شريك له لأن الخالق لهذه الأشياء هو المستحق لأن يعبد وحده لا شريك له.
النوع الثاني : هو توحيد العبادة
،وهو الذى جاءت به الرسل وأنزلت للدعوة إليه الكتب وخلق من أجل الخلق وفيه وقعت الخصومة بين الرسل وقومهم وكل نبى يقول لقومه( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )
(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْتَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق)
النوع الثالث : توحيد الأسماء والصفات
وقد ذكره الله تعالى فى آيات كثيرة ولم ينكره المشركون بمكة سوى ما ذكر عنهم من إنكار الرحمن على سبيل العناد والمكابرة قال تعالى
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}
وقال تعالى :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً }
وهذا من قبيل المكابرة ، وفي الحقيقة أنهم يعرفون اسم الرحمن لله تعالى كما قال شاعرهم :
تلك الموازين والرحمن أرسلها ... ... رب البرية بين الناس مقياساً
والآيات الدالة على أن الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، والكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله كثيرة ، فيجب الإيمان بكل ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات وأنه سبحانه موصوف بها حقيقة لا مجازاً على الوجه اللائق به ، لا شبيه له في ذلك ولا ند ولا كفؤ ولا يعلم كيفيتها إلا هو لا يشابهه فيها أحد { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
نؤمن بها كما جاءت حقيقة لا مجازاً من غير تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف
معنى شهادة التوحيد
إن معنى هذه الكلمة العظيمة (لا إله إلا الله) هو أنه لا معبود بحق إلا الله، ولا مستحق للعبادة إلا الله وحده، فمن قال: لا إله إلا الله وجب عليه أن يُفرد الله بالعبادة وأن يترك عبادة ما سواه
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ)
إن لا إله إلا الله هي العروة الوثقى، تضمنت نفياً وكفراً وبراءة من كل معبود سوى الله، وإيماناً وولاء وإثباتاً لألوهية الواحد الأحد، قال تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا)
وهي الكلمة التي جعلها إبراهيم عليه السلام باقية في عقبه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ، وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
فمعرفة معناها والعمل بمقتضاها هو الدين.
عرفنا أنواع التوحيد الثلاثة ومعنى لا إله إلا الله فما هو الشرك :
. الشرك هو نقيض التوحيد، فكما أن التوحيد إفراد الله في عبادته و ما اختص به، فالشرك هو إشراك غير الله في العبادة وما اختص الله به، فمن جعل لله نداً فقد أشرك بالله (وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادا)
وقال الله (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)
ومن صرف أي نسك من أنساك العبادة لغير الله، كالصلاة والدعاء وغيره فقد أشرك بالله
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
ومن جعل غير الله له من صفات الربوبية أو الألوهية فقد أشرك بالله
(هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)
ومن شبه الله بخلقه أو جعل لغير الله صفات كصفات الله
فقد أشرك بالله ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )
وإن الشرك أعظم الذنب، قال الله تعالى :
(إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)
وقال عز وجل (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ )
جرنا الحديث عن الحب والبغض فى الله إلى العقيدة لنعلم أن كل
شئ فى حياتنا له أساس من عقيدتنا وكل شئ لابد من أن نرده إلى شرع الله
فالواجب على الشباب المسلم الإيمان به والدعوة إليه ومحبة أهله والصبر على الأذى فيه
(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
ونكمل فى وقت لاحق إن شاء الله