[زارع المحبة]

أما وصفك لي بالقدير فأظن أن القدير حقا هو الله , أما أنا فلا قدرة لي إلا على ما قدرني عليه ربي : فلا حول لي ولا قوة ولا قدرة إلا بالله العلي العظيم .

وما أعرفه عن نفسي بل وعن كل البشر بل كل المخلوقات هو الضعف والعجز والافتقار...
فوصفي بالقدير وصف مُرعب , لا أحتمله ولا أطيقه فمعذرة ؛ ولذلك أقول : اللهم ربنا

" لا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ , وَاعْفُ عَنَّا , وَاغْفِرْ لَنَا , وَارْحَمْنَا "

" لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"

أما قولك : أنا عن نفسي ضيفة ؛ والضيف لا يحكم علــى أهل البيت
ما دمتِ قد اعتبرت نفسك ضيفة , فأنت هنا ضيفة عزيزة مكرمة , ونحن جميعا في خدمتك , ونسأل الله أن يعيننا على إكرامك بما تستحقينه من إكرام .
لكنني ـ أنا شخصيا ـ لا أعتبرك ضيفة , وإنما أنت هي سيدة البيت ( وكما يقول المصريون : " البـِـيت بـِـيتك " )
فأنت هنا أمّا رحيمة و أختا كريمة وبنتا عزيزة , ولا يزعجنا منك شيء إلا طول غيابك عنا.
ثم لماذا لا يحكم الضيف على أهل البيت ؟
أرى أنه بإمكانه أن يحكم عليهم إن كانوا أهملوه وأهانوه ؟ أم أعتنوا به وأكرموه ؟
فماذا وجدت ؟