عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 02-07-2011, 12:19 AM
الصورة الرمزية @أبو الوليد@
@أبو الوليد@ @أبو الوليد@ غير متصل
كلمـــــة حق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: @قلب غــــــــــزة@
الجنس :
المشاركات: 6,777
الدولة : Palestine
افتراضي رد: علاقة الصداقة بين الاباء والابناء...موضوع مهم جدا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا جزاكي الله خيرا مشرفتنا الفاضلة الأخت ورد جوري على موضوعك القيم والمميز والذي يستحق المناقشة
موضوع صداقة الآباء للأبناء أعتبره من أهم الدعائم الأساسيه للأسره الناجحه وأيضا من أهم
العوامل الإجابيه التي تساعد في بناء شخص متميز في كل شيء ,,
متميز في عمله , متميز في رجاحة عقله , وفي جميع شئون حياته
أعتقد أن هناك شروط وضوابط لكي تنجح العلاقه بين الآباء والأبناء ..


فإن الأبناء يكبرون وتكبر معهم حوائج أخرى ينتظرون من الأبوين تلبيتها، وعلى رأس هذه الحوائج، الحاجة إلى الانتماء الأسري، ويشبون وتشب معهم حاجتهم إلى الشعور بالحب يغمرهم من أبويهم، ذلك الشعور الذي إن وجدوه نالوا الطمأنينة وشعروا بالسعادة وبالثقة في أنفسهم، والذي إن فقدوه فإن ميزان النظر إلى الحياة لديهم يختل ويصاب بالكثير من الاضطراب والضعف.

إن علماء التربية ليتفقون مع علماء النفس على أهمية أن يستشعر الأبناء الدفء الأسري يغمر كيانهم، ويشمل وجودهم لما في ذلك من آثار تربوية ونفسية هامة تنعكس كلها إيجابياً على شخصية الأبناء، وتعود بأطيب النتائج على مختلف الجوانب المتعلقة بهم، فالشعور بالحب والقرب من الأبوين يكسب الأبناء العافية النفسية، تلك العافية التي تقوي من روابط العلاقة داخل الأسرة الواحدة.

إن أقرب وسيلة يمكن أن ينتجها الآباء في مد جسور العلاقة الأبوية مع أبنائهم هي تكوين علاقة صداقة حقيقية بين الطرفين، ويكون ذلك عبر سياسة أبوية حكيمة تعتمد الاحترام والتقدير المتبادل، وتنهج نهج التوازن والاعتدال في كافة معالجاتها للقضايا المرتبطة بهم.

فالعنف ما كان في شيء إلا شانه، والرفق ما كان في شيء إلا زانه، وحريُّ أن يطبق هذا المبدأ الاجتماعي مع أقرب الناس وأحوجهم إلى الكياسة واللطف التربويين، ومن هنا فإن تكوين علاقة أساسها الحب وقوامها الإصغاء الجيد لحوار الأبناء، والحماس الحقيقي للمشاركة في قضاياهم الخاصة، هو دليل محبة وعنوان فهم وتبصر، وأحوج الناس إلى أن نتفهم وجهة نظرهم هم الأبناء، ويتأتى ذلك من خلال العلاقة الناضجة التي تكون الأم فيها صديقة حميمة لابنتها تفتح صدرها وتصغي بقلبها لحديثها، ذلك أن الأذن المفتوحة تعني قلباً مفتوحاً، ومهما كانت الأم أو كان الأب في انشغال من أمرهم فإن الأهمية القصوى يجب أن تصب في الالتفات لما لدى الأبناء من حديث أو نقاش أو سؤال أو استفسار أو نجوى، وعلى الأبوين أن يدركا أن هذا الدور المطلوب منهما أداؤه ليس من نافلة الأعمال وفضول الأفعال، بل هو ضرورة يقتضيها الحال، وأمر يستوجب الاهتمام والانشغال، وذلك لسوء عواقب الإهمال في هذا الشأن.

إن من صور الصداقة التي نعني في هذا المقام تلك الحالة التي تقبل فيها الفتاة على أمها إقبال الظامئ على الماء العذب الزلال، فتجد الروح والريحان الود والاطمئنان، تجد من يصغي لحديثها ويهتم بأمرها ويقلقه ما يقلقها، أليس كل ذلك مطلوب في الصديق ؟ أ ليس صديقي من يشاركني أحزاني وأفراحي ؟ أ ليس هو من أجده قربي إذا تخلى عني الآخرين ؟

بلى، وإن هذا الدور أول من يرشح لأدائه الأم مع ابنتها والأب مع ابنه، والأم مع ابنها والأب كذلك مع ابنته إذ أن حاجة الأبناء للصداقة مع الأبوين كليهما حاجة ماسة وليس فيها استثناء.

إن الصديق يحتل في قلب صديقه مكانة سامية وهو لذلك يقلده ويتابعه في أفعاله وما ذلك إلا بسبب الحب والود الذي بين الصديقين، وهو الدور المطلوب من الآباء كذلك أن يفعلوه فيتقربوا من أبنائهم بالكلمة الصادقة والنظرة الحانية والقبلة الدافئة، فيتعلق بهم الأبناء ويحاكونهم في الأفعال والأقوال، ولا يترددوا على الإطلاق في الاستجابة لتوجيه الأبوين وذلك لأن المحب لمن يحب مطيع.

ولربما غفل الأبوين عن إظهار مثل هذا الاهتمام بالأبناء فكانت النتيجة البحث عمن يصغي ويستمع في مكان آخر بعيداً عن البيت، ولربما تفاقم الأمر إلى بناء علاقات غير مسؤولة من قِبل البنت أو الولد رغبة في إشباع الحاجة إلى الحب التي من أهم مظاهرها لديهم: التواصل المستمر من الأبوين، والاهتمام اللفظي والعملي من قبلهما، وإرواء ظمئهما إلى الاحتواء والدفء وإظهار الحنان.
وسؤالك عن المبادرة ممن تبدأ؟؟؟
فالحقيقة أن توثيق الصلة بين الأم وابنتها والأب وابنه من أهم منطلقات التربية والتي من خلالها يستطيع الوالدان أن يغرسا الصفات السلوكية والآداب الإيمانية ويمكن أن أذكر بعض ما يزيد من التقارب بين الآباء والابناء :

1. الاهتمام بالأبناء منذ نعومة أظفارهم.
2. المداعبة وحسن المعاشرة.
3. التعرف على مشكلاتهم ومساعدتهم على حلها .
4. تعليم الطفل منذ صغره على الانفتاح على والديه وتشجيعه على أن يخرج ما في نفسه.
5. تجنب استخدام الشدة المنفرة .
6.الاستماع إليهم وحثهم على إبداء وجهة نظرهم .
7.العدل بينهم وعدم الميل إلى واحد دون الآخر.
8.فتح المجال للأبناء بأن يساهموا في حل بعض المشكلات التي تعرض للاسرة .
9.الإشباع العاطفي الذي يستشعرون به اشفاق الوالد وحنان الأم الرؤوم.
10.الدعاء وتقوية الصلة بالله .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.50 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]