عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30-06-2011, 11:49 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث الرابع من شرح الأربعين النووية .. الأعمال بالخواتيم

إذا الاحتجاجبالقدر على فعل المعاصي ، أو ترك الطاعات احتجاج باطل وقد دل على ذلك الشرع ، والعقل ، والواقع .
فمنالأدلة الشرعية :
1ـ قول الله- تعالى - : ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُمَا أَشْرَكْنَا وَلا ءَابَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْعِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاتَخْرُصُونَ) الأنعام/39 ، فهؤلاء المشركون احتجوا بالقدر على شركهم ، ولوكان احتجاجهم مقبولاً صحيحاً ما أذاقهم الله بأسه .
2- ولو كانالاحتجاج بالقدر صحيحاً لما كان هناك فائدة من بعثة الرسل وإنزال الكتب ، طالما أنكل إنسان مجبور على فعل ما يفعل ، ولكان للعباد حجة على ربهم ، حيث سيحتجون علىالله جلا وعلا في عدم إجابتهم الرسل بقولهم : أمرتنا بالإيمان وأجبرتنا على الكفر ،فكيف تحاسبنا على ما أجبرتنا عليه ، والله يقول مبينا الحكمة من بعثة الرسل(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكونللناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيماً ) (النساء:165) . ففي الآية دلالة ظاهرة على بطلانالاحتجاج بالقدر .
3- ولو كانالاحتجاج به صحيحاً لاحتج به أهل النار عندما سئلوا ( ما سلككم في سقر )فأجابوا : ( لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ،وكنا نكذب بيوم الدين ) ( المدثر : 42-46 ) فلو كان الاحتجاج بالقدر صحيحا ، لقال أهل النار أجبرنا الله على فعلالكفر ثم عاقبنا عليه .
4- أن الله أمرالعبد ونهاه ، ولم يكلفه إلا ما يستطيع ، قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16 ، وقال سبحانه : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًاإِلا وُسْعَهَا )البقرة/286 فلوكان العبد مجبراً على الفعل لكان مكلفاً بما لا يستطيع الخلاص منه ، وهذا باطل .
5- أن القدر سرمكتوم ، لا يعلمه أحد من الخلق إلا بعد وقوعه ، وإرادة العبد لما يفعله سابقة لفعله، فتكون إرادته للفعل غير مبنية على علم بقدر الله ، فادعاؤه أن الله قدر عليه كذاوكذا ادعاء باطل لأنه ادعاءٌ لعلم الغيب ، والغيب لا يعلمه إلا الله ، فحجته إذاًداحضة إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه
قال شيخ الإسلامابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب باتفاق المسلمين ،وسائر أهل الملل ، وسائر العقلاء ؛ فإن هذا لو كان مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل مايخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال ، وسائر أنواع الفساد في الأرض ، ويحتج بالقدر. ونفس المحتج بالقدر إذا اعتدي عليه ، واحتج المعتدي بالقدر لم يقبل منه ، بل يتناقض، وتناقض القول يدل على فساده .
وقال أيضا رحمهالله ـ عن المحتجين بالقدر : " هؤلاء القوم إذا أصروا على هذا الاعتقاد كانوا أكفرمن اليهود والنصارى "
فالاحتجاج إنمايكون على المصائب ، لا المعائب ، " فالسعيد يستغفر من المعائب ، ويصبر على المصائب، كما قال تعالى : ( فَاصْبِرْإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) والشقي يجزع عند المصائب ، ويحتج بالقدر على المعائب "
فما كان من فعلالعبد واختياره فإنه لا يصح له أن يحتج بالقدر ، وما كان خارجا عن اختياره وإرادتهفيصح له أن يحتج عليه بالقدر.
وقد نهانا رسولالله عن الاتكال على القدر ففى الحديث الذى رواه على بن ابى طالبان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " ما منكم من احد الا قد كتب مقعده من النار او من الجنه " فقال رجل من القوم : الا نتكل يا رسول الله ؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ (فأما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنىوكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)فالأمور التى بمقدورنا والتى نحن نختارها هى التى نحاسب عليها فمثلا لوقدم لنا طعام نافع وطعام ضار فأنفسنا تميل للنافع وتنفر من الضار، كذلك امور الدينفارادة فعل الخيرات وترك المنكرات مبنيه على ان الانسان يدرك ويلاحظ ان يفعل الخيربمراده الذى اعطاه الله اياه فأفعال العباد التى يفعلونها هىالقدر الاختيارى، اذا الجوانب المخير بها الانسان هى التى يحاسب عليها الانسان أماالأمور التى خارج ارادتنا وخارج قدرتنا لا نحاسبعليها...

س / بعض الناس يسالون هل الأنسان مسير أم مخير ؟
ج / نقولالانسان مخير من جوانب ومسير من جوانب اخرى فالجوانب المسير بها هي التي لاارادة لهبها ولا مشيئة ولاقدرة مثل حركة الدم والقلب والمشاعر والاحاسيس هذه أمور لااراديةكذلك المرض السقوط الرعشة مثلا وهذه هو القدر المسير .
ويذكران امير المؤمنين عمر بن الخطاب اتى اليه بسارق قد استحق إقامة الحد فأمر عمر بقطعيده فقال الرجل : مهلا يا امير المؤمنين فانما سرقت بقدر الله فقال عمر : ونحن انمانقطع بقدر الله ، فأمر السرقه امر اختيارى فهو اختار ان يسرق ، اذا الله - عز وجل - اعطى للعبد اختيارا واعطاه مشيئه وقدره ولكن فى نفس الوقت جعل الله مشيئة العبد تحتمشيئته ..
اذا نتعامل مع اقدار الله فى الحياه من جانبين :-
الأول : نتوكل علىالله من جميع امورنا مع الأخذ بالأسباب كما وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطير فقال" لو توكلتم على اللهحق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا " . فالطالب مثلا لا يمكن ان ينجح اذا لم يأخذ بالأسبابمن بذل الجهد والتعب والتحضير ثم يتوكل على الله بالثمره والنتيجه كذلك المريض يأخذالدواء ثم يتوكل على الله .
اذا التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب يعملان جنباالى جنب مع بعض ويقال فى قصة الرجل صاحب الابل انه عندما جاء ليصلى فقال يا رسولالله أتوكل على الله واتركها فقال الرسول" اعقلها وتوكل "...
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.81 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.23%)]