هل تعرف معنى : ( والعاديات ضبحا ) ؟
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد :
فمنذ بضعة أشهر قام بعض النصارى فى مصر بتمثيل مسرحية يسخرون فيها من المسلمين , ويستهزئون بشعائرهم , وكان من بين الاشياء التى أرادوا أن يبينوا بها جهل المسلمين بالقرآن ,ومعانيه أنهم أتوا بسورة يحفظها معظم المسبلمين , ويكثرون من قراءتها فى الصلاة ولكن للآسف لا يعرف أكثرهم معناها , ألا وهى سورة ( العاديات ) .
وفى هذا المشهد أخذ الولد يقرأ السورة ويسأل شيخه عن معانى كلماتها والشيخ يبكته لانه سأل ولا يجيبه لانه طبعا لايعرف معناها .....
والسؤال إخوتى : ما الذى جرأ هؤلاء الكفرة الفجرة على فعل ذلك ؟
والجواب : بسبب بعد المسلمين عن القرآن , وعن تدبره وفهمه حتى دخل أكثرهم تحت قول النبى لربه : ( وقال الرسول يارب إن قومى إتخذوا هذه القرآن مهجورا ) .
صار القرآن عند كثير من المسلمين طلاسم , صارت كلمات القرآن كأنها لغة لا يفهمها بنى البشر , فلماذا أيها المسلمون لا نتدبر القرآن ؟ ولا نقرأ تفاسيرالقرآن ؟ ولا نحفظ القرآن ؟ لماذا ؟؟؟؟؟
وهذا توضيح وشرح مبسط لهذه السورة العظيمة , قال تعالى :
( والعاديات ضبحا ) : يقسم الله تعالى بالعاديات , وهي الخيل التى تعدو في الغزو , فى سبيل الله , وهذا القسم يدل على شرف هذه الخيول الغازية فى سبيل الله .
( ضبحآ) : الضبح هو الصوت الذى يسمع من الفرس حين تعدو .
( فالموريات قدحآ ) : يعنى الخيل عندما تورى النار عند اصطكاك حوافرها بالصخر فتقدح الشرر والنار .
( فالمغيرات صبحآ ) : يعنى الخيل تغير على العدو وقت الصبح بإغارة أصحابها .
( فأثرن به نقعآ ) فأثرن ) أي : هيجن , ( به ) : أى بمكان المعركة , ( نقعآ ) : أي غبارآ بشدة حركتهن .
( فوسطن به جمعآ ) : أي وسطن بصاحبهن وراكبهن جمع الكفار من العدو , أي دخلت وسط الجمع .
( إن الإنسان لربه لكنود ) : الكنود هو الكفور الجحود لنعمة ربه عليه .
( وإنه على ذلك لشهيد ) : أي أن الإنسان يشهد على نفسه بأنه جحود .
( وإنه لحب الخير لشديد ) : المقصود بالخير هنا : المال .
( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ) : أي أخرج ما في القبور من الموتى أي : بعثوا .
( وحصل ) أي : أبرز وأظهر , ( ما فى الصدور ) : المقصود القلوب أي أظهر ما في القلوب من كفر وإيمان .
( إن ربهم بهم يومئذ لخبير ) : أي لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون , وجازيهم عليه أوفر الجزاء , ولا يظلم ربك مثقال ذرة .
هكذا رأينا إخوتى أن السورة لاغموض فيها , بل كلها معانى جميلة جليلة , ولكننا غافلون . فهذه دعوة إلى أن نتصالح مع كتاب ربنا , ونبدأ في حفظه والقراءة في تفسيره , وأرشح لك أخي بعض كتب التفسير تبدأ بها :
( أيسر التفاسير ) للشيخ/ أبو بكر جابر الجزائرى حفظه الله .
( تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان ) للشيخ / عبد الرحمن ناصر السعدي رحمه الله .
( تفسير الجلالين ) المحلى والسيوطي رحمهما الله .
وما أروع أن تقرأ في ( تفسير القرآن العظيم ) للإمام ابن كثير رحمه الله , أو مختصره للعلامة أحمد شاكر رحمه الله المسمى ( عمدة التفسير).
اللهم إغفر لنا هزلنا وجدنا , وخطأنا وعمدنا , وكل ذلك عندنا , والحمد لله رب العالمين .
__________________

|