دعوني أروي لكم قصة هذا الداعية الذي خطف نفساًمعصومة , إن قصته مأساة لدعاتنا ، و بصمة عار في جبين الزمان .
فإليكم أحداثها :
* أو مخرجي هم ؟
مدينة تضم شعبا يعانق الجهل ويصافح البغي ويسامر الزيغويضاحك الأهواء ويسخر من الحقائق أشربوا حب العناد كما أشربت قلوب بني إسرائيلالعجل ، تربعوا على عرش الغطرسة ، قلوب قاسية لا تقل قساوة عن حجارة جبالهم وتربواعن ظلمة صحرائهم ، دب إلى ذلك المجتمع كل رذيلة وأذيبت كل فضيلة وانصهر قانون العطفوالرحمة فلا حياة إلا للأقوياء وحشية متناهية بلا حدود فشى الظلم وسار كالنارالمتوهجة التي تلتهم ما حولها أو كذلكم الطوفان الذي يندفع لإغراق شخص قد ولىهارباً وهو فوقه كالظلة فنادى ولكن و لات حين مناص فالطوفان لا يعرف أحداً !!!
قدس الحجر وعبد وكفر بالإله وجحد شعب يعشق مناظر الدماء وتُظلم فيه البنياتوتوارى الثرى وتغتال تلك البراءة التي تروي مأساتها بمجموعة من الدموع لتبل به ترابقبرها !! لا قيمة للمراءاة هناك فحقها مسلوب فلا كيل لكم عندي ولا تقربون تغيبالشمس فتغيب العقول وتقبل النجوم فتقبل الجموع فلا تسل عن القوم لعمر الحق إنهم لفيسكرتهم يعمهون ! ! الدِنان من الخمر تسكب والكأس تدار ويضج المكان بأشعار الغزلوالمجون ما هذه إلا بعض دهاليز ذلك الشعب ونزر يسير من ألغاز ذلك المجتمع فمن ينبرييا ترى لهم ؟
وينهض نهوض الأسد من براثنه ويعلن التضحية ؟
لقد نهض لهذاالشعب رجل في الأربعين من عمره هجر لذيذ النوم والكرى وركل زخرف الدنيا برجله وخرجوحيدا فريداً ليصلح هذا المجتمع كله لوحده !! إنه محمد بن عبد الله صلى الله عليهوسلم جند نفسه المنفوسة لباريها فبدأ بغرس الإيمان في قلوبهم فنمت شيئا فشيئا وأضحتعميقة الجذور ثابتة الأصول مفيدة الفروع أصلها ثابت وفرعها في السماء آتت أكلها فيبدر وأحد والأحزاب واستمر نتاجها في مقاومة الردة والقادسية وحطين . زعزع مراكزالكفر وهدمها بمعاول الإصلاح على قلة اليد وكثر المعارضين وانتفاش الباطل صمد فيوجه التحديات لم تزعزعه أعاصير الشائعات ولم تنل منه عواصف القمع والإبادة وما هزمفي معركة الإغراء مزق المظهرية الجوفاء ما ساوم على الدين ما أكل الفتات في قصورالظلمة ما ميع القضايا المصيرية ما استنفد الأموال ليرتقي في سلم الشهرة كما هو حالأولئك الدعاء الذين خطفوا الأنفس المعصومة كما ستتألمون من قصتهم ؟ فماذا كانتالنتيجة ؟
حرك الرحى وأدار الدائرة وقلب المِجن فأخرج كتيبة الإيمان وجندالرحمن وعسكر الصدق والتضحية أثنى الله عليهم في أعظم دستور وامتدحهم مربيهم فيسنته المحمدية كلبذل إذا العقيدة ريعت ** دون بذل النفوس نزرٌزهيد
أخرج من تلك الجموع التي كانت تقبل على النوادي تناجي فاطر القلوبفي الظلام الحالك ومن تلك الأجساد التي كانت تتلذذ بالخمر تتقطع في سبيل ربهاوتتلذذ به فشتان مابين الصورتين ..
صحيح أنه أخرج وضرب وأدمي وردد قوله أو مخرجيهم ؟؟ و ... و ...
ولكن :
تالله ما الدعوات تهزم بالأذى ** أبداً وفي التأريخ بر يميني
ضع في يد القيد ألهب أذرعي ** بالسوط ضع عنقي علىالسكين
لن تستطيع حصار فركي ساعة ** أو رد إيماني و صد يقيني
* إنكم لأهدى من رسول الله سبيلاً أو إنكم لفي ضلال مبين ؟؟
من اكتسى ثياب السنةفقد أبلغ في التجمل والبهاء ، ومن بغيرها اكتسى فلا بد له من يوم تظهر فيه سوءتهويكشف عواره ، وتمزق فيه ثياب التضليل والزيف والأيام كفيلة بذا .
إن مما يقطعنياط قلوب الغيورين أن يظهر لنا دعاة في زماننا قد ارتدوا لباس الصلاح فخدع بهمرعاع من الخلق ظنوا أنهم الصناع الحذاق أو البناء المهرة برقهم الإعلام واسترقوا منخلاله الشهرة فخطفت تلك الأنفس المعصومة وغرت بهم وأضحت لا يتبين لها الخيط الأبيضمن الخيط الأسود يهدفون إلى الوصول إلى مجتمع متدين دون سلوك المنهج النبوي الأصيلذي الضلال الوارفة يغرقون في النواحي السلوكية والعواطف الدينية في نشر الدعوة وماهي إلا فواق ناقة فتزل بهم الأقدام وتضل بهم الأفهام !!
بل بعض أولئك الدعاة رضعمن ثدي الغرب، فقدم لنا دينا مشوها أعور أعرج هزيل نحيل غربي إسلامي أجوف سماءه لاتظل وأرضه لا تقل فأي جيل سيخرجون لنا يا قوم إن كنتم تعلمون ؟؟؟
والذي أخشاهأنهن خمس رضعات مشبعات يحرمن النسب ؟
خطا ب هؤلاء الدعاة فضفاض غير محدد الملامحولا واضح القسمات يغرون به جمهورهم ويمطرون عليهم صيباً من القصص وسير السلف لكنهما كان صيبا نافعا إذ يشوبه الخلط والغمر والخوض فيما شجر بين الصحابة رضوان اللهعليهم يكثرون من طرق الجوانب الأخلاقية والسلوكية ثم نتفاجئ بأنهم قد طرحوا أنفسهمفي الساحة كرموز من رموز الدعوة وهنا تبدأ صناعة الرمز بأبعادها الرأسمالي وبثالسموم ودسه في العسل ينقص من قدر العلم إن نسب إليهم لقد عشق بعض هولاء الدعاة الأضواء,وغرهم تكتل الناس حولهم ,ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. بل بعضهم متخرج من جامعة .... وآخر من جامعة .... وثالث ...!!! كلها لا تمت للعلم وأهله بصلة فأين وكيف !! صحيحأنه قد يكون تخصص للرجل لا يمت للعلم وأهله بصلة فتجده قد برز ولمع نجمه وسطع فيالعلم الشرعي لكن هؤلاء الذين أقصدهم بعيدون من هذا ومن شاهد حوار أجري لأحدهم فيإحدى القنوات علم ذلك جلياً ، وكلما تتبعت مسيرتهم الدعوية إما في محاضراتهم أولقاءاتهم يعتصر قلبك ألماً على هذا التدين المغشوش والفقه المشوه الذي يسوقونه تحتشعار فقه التجديد أو التيسير بدعوى مسايرة رغبات المجتمع فأعادوا النظر في مسلماتثابتة بهذه الدعوى أفيعقل هذا !!
فمن المناداة إلى الحوار مع اليهود وموالاتهمإلى الدعوة إلى توحيد الديانة مع فرق الضلال من الجهمية و الرافض إلى الغمز في بعضأعلام الصحابة كأبي هريرة وغيره إلى الهجوم على الحجاب وإنكار حقيقة السحر وغير خاف عليكم ما صن به اذآننا بعض هولاء الدعاة هذه الأيام بقيادة المرأه للسيارة دون ربط بين الواقع والفتيا
إنه الفقه الأعوج والرأيالهوج والفكر الأخرق والشذوذ المنهجي المنحط إن هذه القضايا لطالما بحت أصواتعلمائنا وهم يحذرون منها بأدلتهم الشرعية المستقاة من الوحيين المبنية على صحةالدليل وقوة الحجة والإجماع الثابت والقياس الصحيح ، ويأتي هؤلاء في دبر الزمانفيقول أحدهم ما شاء بما شاء ولست هنا في مقام الرد عليهم ومن أراده فليوافيه موضعه .
يا دعاة التعسير
هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أثر على ذلك المجتمعكما بينته في أول المقال أحق أن يتبع
يا دعاة التعسير
ومن يبتغ غير الإسلامدينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
يا دعاة التبديد
ومكان لمؤمنولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .
يا زعماةالإصلاح إنكم لأهدى من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيلاً أو إنكم لفي ضلال مبين
أنشد الإمام أحمد رحمه الله :
دين النبي محمد آثار ** نعمالمطية للفتى الأثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله ** فرأي ليل والحديثنهار
• مساجد الضرار في القرن الواحد والعشرين :
مازالت مساجد الضرارمن عهد المعصوم عليه الصلاة والسلام يشيد بناءها وتحكم لبناتها بصور مغايرة ولهجاتمختلفة ولا بد من انهيار البناء إذ لا أساس فهو على شفا جرف هار وهنا فكر أحد أولئكالدعاء الذين خطفوا الأنفس المعصومة في خدعة للإصلاح وإيجاد أرض لمسجد الضرار فلمير أقوى من الإعلام تأثيراً على عقول الناس ومسخ هويتها وسلخ دينها فنزى بحمار فكرهعلى غير جنسه فأنجب لنا بغولاً من الأفكار متبلورة في إنشاء قناة له يسعى بخيلهورجله من خلالها إلى إفساد الناس في عقولهم وأخلاقهم وسلوكهم وعقيدتهم ومبادئهمومسلماتهم يعرض فيها الثوابت الشرعية والأحكام القطعية للتصويت بل يستضيف شيطانهافي برنامجه المعروف ... دعاة سوء وأئمة ضلال فيسوق لأفكارهم وآرائهم في نقاش يسيطرهو عليه فكان كالحية ناعمة الملمس وفي داخله السم الزعاف ، ولربما أجريت له مقابلاتفتبجح قائلا هذه قناة مبدأ و .. و... فكان كقصة الثعلب مع الديك التيضحكنا منها صغاراً ( برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا ** فمشىفي الأرض يهدي ويسب الماكرينا ** ويقول الحمد لله إله العالمينا ** يا عباد اللهتوبوا فهو كهف التائبينا ** و ازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا ** واتركالديك يؤذن لصلاة الصبح فينا ** فأتى الديك رسول من أمام الناسكينا ** عرض الأمرعليه وهو يرجوا أن يلينا ** فأجاب الديك عذراً يا أضل المهتدينا ** بلغ الثعلب عنجدودي الصالحينا ** أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا ** مخطئ من ظن يوماً أنللثعلب دينا )
وما تبجح هؤلاء إلا بعد أن فقدت الأمة كوكبة من علمائهاودعاتها الذين كانوا لهم طعام غصة وحجر عثرة وشوكة في لهاتهم . تبجحوا فهذا قطعدابركم وموت ضلالكم يا أقزام الإعلام ويا ذباب الفضائيات .
فمن البلية عدل من لا يرعوي *** عن غيه وخطاب من لا يفهم
روىبن بطة عن مفضل بن مهلهل قال : لو أن صاحب البدعة يحدثك ببدعته لحذرت منه ولكنهيحدثك بالسنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك .
عفوا أيهاالأحبة ، ما الذي أنتجه هؤلاء الدعاة سوى أنهم أخرجوا لنا صحوة عاطفة ووجدانيات لاصحوة علم ووعي متمسلمون يخضعون دينهم وعقيدتهم للأخذ والرد ولكن يا دعاة التعسيروالتبديد اعلموا أن مساجد الضرار ستحرق وأن العاقبة لله ولرسوله ورجالات الإصلاحالربانيون وأن الفجر قريب والأقرب منه صوت ابن أم مكتوم حين يعلمكم بالفجر الصادق .
يا دعاة إن لم ترجعوا إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم فابشروا بالزيغ والضلال لقدجاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) وأيم اللهلئن يكن أحدكم عامل نظافة أو زبال في إحدى البلديات يصبح ويمسى على النتن لهو خيرله من هذا التضليل المزيف الذي مآله الزوال وموعدنا جميعا مصلحون ومفسدون عند مالكالملك في يوم تكشف فيه الحقائق ويتبين الذين صدقوا وأخلصوا ذلك يوم مجموع له الناسوذلك يوم مشهود .
كتبه : محسن بن حسين اللغبي