السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل الشيخ ابن عثيميين رحمه الله
عن حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة
فأجاب رحمه الله
لا يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة ولا يجوز سوقها على أنها حجة حتى .
ولو كان في فضائل الأعمال أو في العقاب على سيئ الأعمال ، إلا إذا ذكرها في الفضائل والترغيب في الخير أو في التحذير من الشر .إذا ذكرها مبيناً ضعفها لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (من حدث عني بحديثٍ يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) (1) وقد ثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (2) .وقد رخص بعض أهل العلم بجواز رواية الحديث الضعيف لكن بشروطٍ ثلاثة
الشرط الأول :- أن لا يكون الضعف شديداً .
الشرط الثاني :- أن يكون له أصلٌ ثابت .
الشرط الثالث :- أن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاله .
فعلى هذا فيرويه بقول يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو يذكر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو ما أشبه ذلك وهذه الشروط محترزاتها أن نقول إذا كان الضعف شديداً فإنه لا تجوز روايته ولا ذكره
وإذا لم يكن له أصل فإنه لا تجوز روايته ولا ذكره
ومعنى أن يكون له أصل أن يأتي حديثٌ ضعيف في فضيلة صلاة الجماعة مثلاً وكثرة ثوابها ،وهذا له أصل وهو أن صلاة الجماعة مشروعة وواجبة فإذا وجد حديث فيه زيادة الترغيب وزيادة الأجر فهذا نستفيد منه أن نحرص على هذه الصلاة ونرجو الثواب الذي ذكر في هذا الحديث
وهذا لا يؤثر على اعمالنا الصالحة لأن النفس ترجو بدون قطع أما إذا لم يكن له أصلٌ ثابت فإنه لا يجوز ذكره إطلاقاً ولا روايته ، وأما الشرط الثالث أن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاله فلأنه ضعيف ولا يجوز أن يعتقد أن الرسول قاله وهو ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن ذلك نوعٌ من الكذب عليه
وقد قال الله تعالى {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
لكن لو اشتهر حديثٌ ضعيف بين الناس فالواجب على الإنسان العالم بضعفه أن يذكره بين الناس ويبين أنه ضعيف لئلا يغتروا به
و يوجد الآن أحياناً منشورات تتضمن أحاديث ضعيفة وقصصاً لا أصل لها ثم تنشر بين العامة وإني أقول لمن نشرها أو أعان على نشرها إنه آثمٌ بذلك حيث يضل عن سبيل الله يضل عباد الله
بهذه الأحاديث المكذوبة الموضوعة أحياناً يكون الحديث موضوعاً ليس ضعيفاً فقط ثم تجد بعض الجهال يريدون الخير فيظنون أن نشر هذا من الأشياء التي تحذر الناس وتخوفهم مما جاء فيه من التحذير أو التخويف وهو لا يدري أن الأمر خطير وأن تخويف الناس بما لا أصل له حرام لأنه من الترويع بلا حق أو يكون فيه الترغيب في شئ وهو لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل
هو موضوع هذا أيضاً محرم لأن الناس يعتمدون أن هذا ثابت فيحتسبونه على الله عز وجل وهو ليس كذلك فليحذر هؤلاء الذين ينشرون هذه المنشورات من أن يكونوا ممن افتروا على الله كذباً ليضلوا الناس
بغير علم وليعلموا أن الله لا يهدي القوم الظالمين وأن هذا ظلم ظلمٌ منهم
أن ينشروا لعباد الله ما لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ـ(1) ( رواه ابن ماجه /حققه الألباني /صحيح سنن ابن ماجة/
باب من حدث حديثاً وهو يرى أنه كذب / حديث رقم 39 / صحيح)
ـ(2) (رواه البخاري / الجامع الصحيح/كتاب العلم /باب إثم
من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم/ حديث رقم 103/ صحيح) ـ
فتاوى نور على الدرب


ماجاء عن لشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير
حكم العمل بالحديث الضعيف يحتاج إلي تفصيل
ـ1 فالعمل بالضعيف في العقائد لا يجوز إجماعا
ـ2 والعمل به في الأحكام جماهير أهل العلم على منعه
ـ3 أما العمل به في الفضائل والتفسير والمغازي والسير
فجمهور أهل العلم على جواز الاحتجاج به في هذه الأبواب شريطة أن يكون ضعفه غير شديد وأن يندرج تحت أصل عام وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط
ونقل النووي وملا علي قاري الإجماع على العمل به في فضائل الأعمال لكن الخلاف فيه منقول عن جمع من أهل العلم كأبي حاتم وأبي زرعة وابن العربي والشوكاني والألباني واليه يومئ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ويدل عليه صنيع البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى
وعلى هذا فلا يعمل بالحديث الضعيف مطلقا في أي باب من أبواب الدين ويذكر حينئذ للاستئناس ، وأشار ابن القيم إلى انه يمكن أن يرجح به أحد القولين المتعادلين . فالصواب أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا مالم يغلب على الظن ثبوته فيصل إلى درجة الحسن لغيره
وبالله التوفيق
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الاستدلال بالأحاديث الضعيفة
السؤال السادس من الفتوى رقم (6398) : س 6 : هناك أحاديث كثيرة جداً في كتب السنة ذات المعاني الصحيحة وتفسيرات للآيات مقبولة إلا أنها ضعيفة ، السؤال : هل يجوز ذكرها في الدروس والخطب والتحديث بها ؟
ج 6 : المشروع : ألا يذكر المسلم في خطبه ومواعظه ودروسه إلا بما صح عنه صلى الله عليه وسلم .وفي الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة ما يشفي ويكفي ويغني عن ذكر الأحاديث الضعيفة
، والحمد لله على ذلك، لكن يجوز عند أكثر أئمة الحديث ذكر الحديث الضعيف إذا اقتضت المصلحة الشرعية ذلك بصيغة التمريض مثل: يروى ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم.أما الأحاديث التي نص أهل العلم على أنها موضوعة فلا يجوز للمدرس والواعظ وغيرهما ذكرها إلاّ لبيان أنها مكذوبة
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم
عضو
عبد الله بن قعود
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 5158 ) : س 4 : هل يجوز العمل بالحديث الضعيف ؟
ج 4 : يجوز العمل به إن لم يشتد ضعفه وكان له من الشواهد ما يجبر ضعفه أو كان معه من القواعد الشرعية الثابتة ما يؤيده ، مع مراعاة عدم مخالفته لحديث صحيح ، وهو بذلك يكون من قبيل الحسن لغيره ، وهو حجة عند أهل العلم
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم
عضو
عبد الله بن قعود
عضو
عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


س 3 : هل صحيح أن الحديث الضعيف لا يؤخذ به إلاّ في فضائل الأعمال ، أما الأحكام فلا يؤخذ به فيها ؟
ج 3 : أولاً : يؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال إذا لم يشتد ضعفه وثبت أنه من فضائل الأعمال في الجملة ، وجاء الحديث الضعيف في تفاصيلها
ثانياً : يعمل بالحديث الضعيف في إثبات الأحكام إذا قوي بحديث آخر بمعناه أو تعددت طرقه فأشتهر ؛ لأنه يكون من قبيل الحسن لغيره ، وهو القسم الرابع من أقسام الحديث التي يحتج بها
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم
عضو
عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال
فوائد مهمة جدا منها
أبو ضياء الدين المصري
أولا : معرفة فضل الله على هذه الأمة بكونها أمة التثبت في الأخبار
ثانيا : فضل الكتب المصنفة في تدوين الأحاديث بأسانيدها سواء
منها ما اشترط الصحة ومن لم يشترط
ثالثا : فهم ماهية العلاقة من البدعة وبين مسألة فضائل الأعمال
رابعا : عدم وجود حد متفق عليه بين مجيزي هذا الأمر
خامسا : عدم استنادهم على أي دليل شرعي من كتاب أو سنة يبيح ذلك
سادسا : نقد نصوصهم المنقولة عن الأئمة وبيان أنها لا تفيد فيما ذهبوا إليه


جاء في تفسير القرطبي
باب التنبيه على أحاديث وضعت في فضل سور القرآن وغيره
لا التفات لما وضعه الواضعون واختلقه المختلقون من الأحاديث الكاذبة والأخبار
الباطلة في فضل سور القرآن وغير ذلك من فضائل الأعمال قد ارتكبها جماعة
كثيرة اختلفت أغراضهم ومقاصدهم في ارتكابها فمن قوم من الزنادقة مثل
المغيرة بن سعد الكوفي ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة وغيرهما
وضعوا أحاديث وحدثوا بها ليوقعوا بذلك الشك في قلوب الناس فما رواه محمد
بن سعيد عن انس بن مالك في قوله صلى الله عليه وسلم :[ أنا خاتم الأنبياء لا نبي بعدي إلا ما شاء الله ] فزاد هذا الاستثناء لما كان
يدعو اليه من الإلحاد والزندقة، قلت : وقد ذكره ابن عبد البر في كتاب التمهيد ولم يتكلم عليه بل تأول الاستثناءعلى الرؤيا فالله أعلم
ومنهم قوم وضعوا الحديث لهوى يدعون الناس اليه قال شيخ من شيوخ الخوارج
بعد ان تاب : ان هذه الأحاديث دين فانظروا ممن تأخذون دينكم فإنا كنا إذا هوينا
امرا صيرناه حديثا، ومنهم جماعة وضعوا الحديث حسبة كما زعموا يدعون الناس الى فضائل الأعمال
كما روي عن ابي عصمة نوح بن ابي مريم المروزي ومحمد بن عكاشة الكرماني
وأحمد بن عبد الله الجويباري وغيرهم قيل لأبي عصمة : من أين لك عن عكرمة
عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة ؟ فقال : اني رأيت الناس قد
أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه ابي حنيفة و مغازي محمد بن إسحاق فوضعت
هذا الحديث حسبة قال ابو عمرو عثمان بن الصلاح في كتاب علوم الحديث له وهكذا الحديث الطويل الذي يروى عن ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن سورة سورة وقد بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى الى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه وإن أثر الوضع عليه لبين وقد أخطأ الواحدي المفسر، ومن ذكره من المفسرين في إيداعه تفاسيرهم
ومنهم قوم من السؤال والمكدين يقفون في الأسواق والمساجد فيضعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث بأسانيد صحاح قد حفظوها فيذكرون الموضوعات بتلك الأسانيد قال جعفر بن محمد الطيالسي : صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين أيديهما قاص فقال : حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فالا أنبأنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن قتادة عن انس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طائر منقاره من ذهب وريشه مرجان وأخذ في قصة نحو من عشرين ورقة فجعل أحمد ينظر الى يحيى ويحيى ينظر الى أحمد فقال : أنت حدثته بهذا ؟ فقال : والله ما سمعت به إلا هذه الساعة قال : فسكتا جميعا حتى فرغ من قصصه فقال له يحيى : من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال : أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فقال أنا ابن معين..وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان ولا بد من الكذب فعلى غيرنا فقال له : أنت يحيى بن معين ؟ قال : نعم قال : لم أزل أسمع ان يحيى بن ميعن أحمق وما علمته إلا هذه الساعة فقال له يحيى : وكيف علمت أني أحمق ؟ قال : كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين و أحمد بن حبنل غيركما كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا قال : فوضع أحمد كمه على وجهه وقال : دعه يقوم فقام كالمستهزىء بهما فهؤلاء الطوائف كذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجري مجراهم يذكر ان الرشيد كان يعجبه الحمام واللهو له فأهدي اليه حمام وعنده ابو البختري القاصي فقال : روى ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا سبق إلا في خف أو حافرأو جناح فزاد : او جناح وهي لفظة وضعها للرشيد فأعطاه جائزة سنية فلما خرج قال الرشيد والله لقد علمت أنه كذاب وأمر بالحمام أن يذبح فقيل له : وما ذنب الحمام ؟ قال : من أحله كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك العلماء حديثه لذلك ولغيره من موضوعاته فلا يكتب العلماء حديثه بحال..قلت : لو اقتصر الناس على ما ثبت في الصحاح والمسانيد وغيرهما من المصنفات التي تداولها العلماء ورواها الأئمة الفقهاء لكان لهم في ذلك غنية وخرجوا عن تحذيره حيث قال : [ اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ]الحديث فتخويفه صلى الله عليه وسلم أمته بالنار على الكذب دليل على أنه كان يعلم انه سيكذب عليه فحذار مما وضعه أعداء الدين وزنادقة المسلمين في باب الترغيب والترهيب وغير ذلك وأعظمهم ضررا أقوام من المنسوبين الى الزهد وضعوا الحديث حسبة فيما زعموا فتقبل الناس موضوعاتهم ثقة منهم بهم وركونا
إليهم فضلوا وأضلوا


ذكر من جوز التساهل في أحاديث فضائل الأعمال
وعند الحاكم في المستدرك
سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول : سمعت أبا الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : كان أبي يحكي عن عبد الرحمن بن مهدي يقول
( إذا روينا عن النبي صلى الله عليه و سلم في الحلال و الحرام و الأحكام شددنا في الأسانيد و انتقدنا الرجال و إذا روينا في فضائل الأعمال و الثواب و العقاب و المباحات و الدعوات تساهلنا في الأسانيد )) روى الخطيب البغدادي في الكفاية عن محمد بن يوسف القطان النيسابوري لفظا قال انا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أبا العباس احمد بن محمد السجزى يقول سمعت النوفلي يعنى أبا عبد الله يقول سمعت احمد بن حنبل يقول إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد
وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكما
ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد.. وقال النووى في التبيان في آداب حملة القرآن
وأبين الأحاديث الصحيحة والضعيفة مضافات إلى من رواها من الأئمة
لأثبات وقد ذهلوا عن نادر من ذلك في بعض الحالات وأعلم أن العلماء من
أهل الحديث وغيرهم جوزوا العمل بالضعيف في فضائل الأعمال ومع هذا
فإني أقتصر على الصحيح فلا أذكر الضعيف إلا في بعض الأحوال وعلى
الله الكريم توكلي واعتمادي وإليه تفويضي واستنادي
إيضاح الدليل لابن جماعة
قال ابن الصلاح في مقدمة في علوم الحديث يجوز عند أهل الحديث
وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة من غير اهتمام ببيان ضعفها فيما سوى صفات الله تعالى وأحكام الشريعة من الحلال والحرام وغيرهما وذلك كالمواعظ والقصص وفضائل الأعمال وسائر فنون الترغيب والترهيب وسائر مالا تعلق له بالأحكام والعقائد وممن روينا عنه التنصيص على التساهل في نحو ذلك عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما، وقال الإمام النووي في التقريب ويجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من الضعيف والعمل به من غير بيان ضعفه في غير صفات الله تعالى والأحكام كالحلال والحرام وما لا يتعلق بالعقائد والأحكام، وقال الإمام أحمد بن حنبل في الكلبي الذي تقدم ذكر حاله يكتب عنه هذه الأحاديث يعني المغازي ونحوها فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا يريد أقوى منه قال البيهقي فإذا كان لا يحتج به في الحلال والحرام فأولى أن لا يحتج به في صفات الله سبحانه وتعالى وإنما نقموا عليه في روايته عن أهل الكتاب ثم عن ضعفاء الناس وتدليسه أساميهم

