عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-06-2011, 07:38 PM
الصورة الرمزية عمي جلال
عمي جلال عمي جلال غير متصل
مشرف الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: عابر سبيل
الجنس :
المشاركات: 8,753
افتراضي شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------------------------

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قُمْنَ فَبَادَرْنَ الْحِجَابَ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاَءِ اللاَّتِى كُنَّ عِنْدِى فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابِ » . فَقَالَ عُمَرُ فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . ثُمَّ قَالَ عُمَرُ يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ ، أَتَهَبْنَنِى وَلاَ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَ نَعَمْ ، أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-:« إِيهًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلاَّ سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ » (1).


شرح المفردات(2):

(وعنده نسوة من قريش ) هن من أزواجه، والمراد أنهن يطلبن منه مما يعطيهن من النفقة.
(يُكلّمنه وَيَسْتكْثِرْنه) والمراد أنهن يطلبن منه مما يعطيهن من النفقة.
(عالية أصواتهن على صوته) قال بعض أهل العلم: يحتمل أن يكون الرفع حصل من مجموعهن لا أن كل واحدة منهن كان صوتها أرفع من صوته، أو كن في حال المخاصمة فلم يتعمدن ، أو وثقن بعفوه، ويحتمل في الخلوة ما لا يحتمل في غيرها .
( أضحك الله سنك ) لم يرد به الدعاء بكثرة الضحك بل لازمه وهو السرور.
( أتهبنني ) من الهيبة أي توقرنني .
( أنت أفظ وأغلظ ) لأن عمر رضي الله عنه كان يبالغ في الزجر عن المكروهات مطلقا وطلب المندوبات، فلهذا قال النسوة له ذلك .
( إيها ابن الخطاب ) قال أهل اللغة " إيها " بالفتح والتنوين معناها لا تبتدئنا بحديث، وبغير تنوين كف من حديث عهدناه، و" إيه " بالكسر والتنوين معناها حدثنا ما شئت وبغير التنوين زدنا مما حدثتنا.
( فجا ) أي طريقا واسعا ، وقوله " قط " تأكيد للنفي .


من فوائد الحديث(3):

1- كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم وصبره وحلمه على أزواجه، ولين جانبه في معاملتهن.
2- فيه فضيلة عمر رضي الله عنه وصلابته في الدين ولذا يهرب منه الشيطان إذا رآه.
3- أن هرب الشيطان من عمر رضي الله عنه لا يلزم منه عصمته ولكنها دليل على استمرار حاله على الجد والسداد مع الصلابة في الدين - كما تقدم -.
4- كمال توقير عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم وسروره لسروره، وغضبه على من قصر فيما يجب له صلى الله عليه وسلم من التعظيم والتوقير.
5- مشروعية الاستئذان لمن أراد الدخول على أحد.
6- مشروعية الحجاب من الرجال الأجانب.
ــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري، رقم (3661)، ومسلم، رقم (6355).
(2) فتح الباري - ابن حجر (10 /479).
(3) انظر: المرجع السابق، ونظر: شرح النووي على مسلم (8 /137)

__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ:
الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى،
وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ،
وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ،
وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》
زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]