السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي السائل..
أولا وضعت حديثا دون تخريجه وهذا لا يصح...فلابد من تخريجه، فإن كان صحيحا ناقشناه وإلا لا نكلف أنفسنا عناء.
----
هذا الحديث رواه الإمام أحمد (17545) عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .
وقد جاءت أحاديث أخرى تدل على ما دل عليه حديث وابصة ، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ،
وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)
رواه مسلم (2553
******
فالذي يستفتي قلبه ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم ، لا القلب المريض ، فإن صاحب القلب المريض لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها !
من كان ذا قلب سليم قاصدٍ للحق حسنِ النية فإنه يشعر قلبه بما يُحمَد وما يُذَم.
وخلاصة القول هي..
إذا أفتاك أهل العلم بالحل فاستفت قلبك، أما إذا أفتاك أهل العلم بالتحريم فلا تستفت قلبك..
فالمقصود من ( استفت قلبك ) هو نفس المقصود من ( فمن اتقى الشبهات )
فالذي يفتيه أهل العلم بالتحريم ثم يقول: أنا استفتيت قلبي ووجدت الأمر حلالا زلالا لا إشكال فيه !! فقوله باطل باتفاق أهل العلم.
واعلم وفقني الله وإياك أن الله تعالى يعبد بالعلم ولا يعبد بالجهل.
في حفظ الله