[شروق الاجزجي]

حياكم الله اخي ..موضوع كبير

ولكن ذكرت سؤالا واجبته فاين السؤال ؟

كما تفضلت فهي انواع الصبر ..
وحتى تصل الى مرتبة الصابرون لابد ان تحقق الثلاث مراتب ..اي انك لا تستسهل في قولة "كفاية"

ولعل عند ايوب المثال اليقين
فقد صبر سيدنا ايوب على ابتلاء الله له في اهله وجسده اربعون عاما ولما طلبت منه زوجته ان يسال الله ان يرفع عنه البلاء استحى ..وقال لقد متعني ربي في النعيم 80 عاما وابتلاني 40 افلا اصبر بنفس المدة اي انه حتى يصبح قدر النعيم بنفس قدر الابتلاء
ولما دعا ربه بعد 40 عاما من الابتلاء لم يقل..يارب اشفني حرجا من الله ..وانما قال رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ..فجاءت الاستجابة بفاء السرعه فاستجبنا له

فايوب عليه السلام صبر وضرب مثالا في صبر
ولكن يبدو انه لا يزال موضوع الثورة يضفي عليك خوفا وتشككا اخي اسماعيل ..
فكما لفت نظرك مسبقا بان الصبر على قدر الله ..لا يعني الصبر على فعل العبد ...

ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات ..وبشر الصابرين

وبالنسبة للصبر على القدر والصبر على اختيار البشر سأضرب لك مثلا ..
صبري على ان يكون ابني مريض هو صبر على القدر
ولكن صبري على الشخص الذي تسبب في مرض ابني باستيراد مواد مسرطنة او ما شابه هو تخاذل ورضا بالظلم ومشاركة فيه

من اشهر قصص -الخيال العلمي - التي حدثت في مصر في الاونه الاخيرة هي حادثة العبارة السلام والتي كانت تقل اناسا راجعين من السعودية الى مصر في بداي فترة الاجازة الصيفية ..ويمكنك ان تعلم من هم الركاب
سفينه متهالكة تفتقر لسبل السلامة ومحملة باعداد تفوق وزنها ومن غير اي معايير للجودة وبشهادات مزورة ولا تزال في الخدمة واسعاف متأخر و تضليل واخيرا ...الحصيلة في القتلى بالالاف
صاحب العبارة سافر بعدها بايام ولم يلق القبض عليه وتم تبرئته في المحاكمة الاولى وتم اعطاءه 7 سنوات في المحاكمة الثانية ..وبين هذا وذاك هو مختفي بالخارج
هذا ليس صبرا يا اخي اسماعيل ان اشاهد هذا الظلم واكن من الراضيين
الصبر ان احتسب موتاي عند ربي
ولكن القاتل والمتسبب ليس من الصبر والرضا ان يكونا طليقين

وعن ان للصبر حدود ..فسبحان الله هل كنا الا بشرا ؟ كل شئ محدود بالنسبة للبشر وللصبر حد فعلا وبعده يعجز الانسان عن التحمل ولكن هناك من الخلفيه الايمانية عند المؤمن ما يشبه الاسفنجه التي تمتص الصدمات لتقيه دوما مستعد وفي حال متزن ..هذه الاسفنجة تتعمق ثغراتها بقدر عمق بعض المفاهيم عند المؤمن ..
ومن هذه المفاهيم
اليقين - الرضا - الحكمة - الصبر - التوكل
دور هذه المفاهيم عند المؤمن انها تجعله يتفهم ما يحدث ويستوعبه في اقل مدة ممكنه لتحقق له معادلة انما الثبر عند الصدمة الاولى او المصيبة الاولى

وعن مبارك ونظامه ..
فاقول لك كما قلتها قبلا ..
ان نظامي كان مملا ..وشعبي على صبره ملول ..
فالاجيال السابقة لم يكن لها من المسخرات ما كان لجيل الثورة ولعل ابرز المسخرات هو شرار الظلم الذي اصبح بركانا من شدة انتشاره وكذلك قدر الحربة التي عشاناها في تبيان الاحداث ولكن توضيحا فالحرية لم تكن نعمة من الوالي وانما كانت التطور الطبيعي لتلك المتغيرات التكنولوجيه في العالم
تقنيات حديثة تلفزة وانترنت و صور وفيديوهات - اشتداد للظلم على اشده حتى بات قتل الآمن شئ عادي - فحش الغنى لدى الثفوة وحريق الفقر يلفح وجوه العشوائيين - رأى هؤلاء الشباب سنوات من الفقر والحرمان والعشوائية والاحتياج والمرض والتخلف والتاخر في عيون ملايين المصريين في شتى الاماكن ..لهذا كانت الثورة ..فشعبي على صبره ملول

وعن الثلاثون عاما ..فشباب الثورة منه نسبة كبيرة لم تعش الثلاثين عاما من حكم مبارك بوعي فقد كانوا صغارا ولكن لو لم يكن في حكمه الا العشرون الاخيرة لكفت

درسنا في علم النفس قبلا عن احدى الحيل الهروبية "وهي الكبت " وهي عبارة عن ان الانسان يخزن الذكريات السيئة والاليمة في داخله ويضغطها في داخله ولكنه في النهاية العاقبة وخيمة لانه سينفجر كمثل الزجاجة التي تملأها بالسائل وتملأ وتملأ ثم في مرة ستجد الزجاجة انفجرت من الضغط
هذا هو بالظبط ما حدث ..ولو الضغط ما انفجرت الزجاجة